قصة بها معلم عظيم:
من الطبيعي أن يشعر الأطفال بالقلق من وقت إلى آخر، ولكن هل مخاوفهم مدعاة للقلق؟ تعرف على المزيد عن الأسباب والأعراض وخيارات العلاج لاضطرابات القلق عند الأطفال.
بقلم ماريسا كوهن تم التحديث في 13 يونيو 2022
تمت المراجعة بواسطة Stacey Younge ، LCSW
كل الأطفال لديهم مخاوف، سواء كانوا يخافون من غرفة نوم مظلمة أو من عام دراسي جديد أو من كلب الجيران. سيشتكي معظمهم ببساطة من هذه المخاوف ثم سيمضون قدمًا. لكن، وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) ، حوالي 7% من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 3 و 17 عامًا يعانون من اضطراب القلق، وهذه الأشياء التي قد تبدو تافهة يمكن أنْ توهن عزمهم. في الحقيقة، إنّ المخاوف عند الأطفال الذين يعانون من القلق، تزداد بمرور الوقت بدلاً من أن تتلاشى بشكل طبيعي. تشرح الدكتورة تامار تشانسكي، مؤلفة كتاب "تحرير طفلك من القلق" هذا الأمر فتقول: "بغضّ النظر عن إجاباتك عن أسئلة الطفل القلق أو إخباره بأن الأمور على ما يرام، فإنه لن يتمكن من استيعاب تطميناتك". في الحالات الشديدة، قد يتوقف الأطفال المصابون بالقلق عن الأكل أو النوم أو الذهاب إلى المدرسة. على أقل تقدير، يمكن أن يميزهم عدم الاستقرار عن أقرانهم - غالبًا في سن يكون فيه الانسجام مع المحيط أمرًا بالغ الأهمية".إذا كنت تعتقد أن طفلك يعاني من القلق، فتابع القراءة لمعرفة المزيد عن الأسباب والأعراض وخيارات العلاج للاضطراب الشائع.
ما الذي يسبب قلق الأطفال؟
يشرح عالم النفس الدكتور ستيفن كورتز، رئيس شركة كورتز لاستشارات علم النفس في مدينة نيويورك، والمتخصص في قلق الأطفال "إن قلق طفلك هو "مجرد نصيبه من التوزيع الجيني" يقول الدكتور كورتز: "هناك شيء يشبه كاشف الدخان في رأسك من المفترض أن يطلق إنذارًا عندما يدرك الدماغ أنّ هناك خطرًا ما، يحتاج إلى استجابة الهجوم أو الهروب". "في الأطفال القلقين، يتم ضبط كاشف الدخان الخاص بهم على مستوى أكثر حساسية بكثير، ولديهم أيضًا رد فعل أكثر دراماتيكية." في الواقع، أظهرت الأبحاث أن الاختلافات في الاستجابة للتوتر يمكن اكتشافها عند الأطفال الصغار بعمر 6 أسابيع، مما يثبت أن الطبيعة لا تقل أهمية عن التنشئة عندما يتعلق الأمر بالقلق. هناك ارتباط عائلي أيضًا؛ فالأطفال الذين لديهم والد قلق أكثر عرضة للإصابة باضطراب القلق بنسبة تصل إلى سبع مرات مقارنة بالأطفال الذين لا يشعر آباؤهم بالقلق. الرابط بيولوجي وسلوكي كما توضح الدكتورة جولدا جينسبيرغ أستاذة الطب النفسي في جامعة كونيتيكت. "هناك خطر موروث، ولكن عندما يبالغ الوالدان في الحماية أو عندما يظهرون مخاوفهم الذاتيّة، فإنهم يزيدون من خطر القلق عند أطفالهم".
نصائح لتتجنّب نقل قلقك إلى طفلك
المواقف الصعبة - مثل وفاة أحد الأقارب، أو الانتقال إلى مكان آخر للعيش، أو حتى الضغط الناجم عن وجود والد عاطل عن العمل - يمكن أن تحوّل القلق الذي يمكن التحكم به إلى اضطراب كامل. توضح الدكتورة تشانسكي: "يمكن لحدث كبير أن يجعل الطفل يشعر أحيانًا بأن كل شيء في الحياة يتغير ولا شيء يمكن التنبؤ به".
ما علامات القلق عند الأطفال الصغار؟
في حين أن الأمر قد يبدو غير مفهوم، إلا أن الأطفال الصغار جدًّا، والأطفال في سن ما قبل المدرسة يمكن أن يصابوا بالقلق. إن القلق عاطفة شائعة، فوفقًا لتقرير بحثي صدر في عام 2019 ، تظهر علامات اضطراب القلق لدى 10٪ من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين عامين وخمسة أعوام. ومع ذلك، فإن القلق يظهر بشكل مختلف في الأطفال الصغار عنه في أقرانهم الأكبر سنًا.
وفيما يلي علامات القلق لدى الأطفال الصغار ومرحلة ما قبل المدرسة، وفقًا لـ Psych Central:
ما علامات القلق لدى الأطفال الأكبر سنًا؟
حتى الأطفال السعداء المحظوظون يميلون إلى القلق أكثر بمجرد بلوغهم سن السابعة أو الثامنة، حيث يكتسبون فهمًا أكبر للعالم من حولهم ويدركون مدى عدم قدرتهم على التحكم. تقول جين بيرمان، مستشارة أولياء الأمور ومؤلفة كتاب الدليل من الألف إلى الياء لتربية أطفال سعداء واثقين: "في هذا العمر تحدث نقلة من أشكال القلق التي تدور، مثلًا، حول "الوحش الذي تحت السرير" إلى القلق من أمور واقعية في الحياة اليومية، سواء أكانت هناك كارثة طبيعية ستقع، أو أنهم سيخيبون ظنّ فريقهم لكرة القدم.
الفرق بين القلق الطبيعي واضطراب القلق هو في درجة حدّة القلق. قد لا يدرك الأطفال في سن الابتدائية أن مخاوفهم غير واقعية أو مبالغ فيها، وقد يعبرون عنها فقط من خلال السلوك. إذا كانوا قلقين من احتمال حدوث شيء لأحد الوالدين، على سبيل المثال، فقد يواجهون صعوبة في الابتعاد عنه أو في النوم. إذا لم يستطع التوقف عن القلق بشأن إصابته بالمرض، فقد يسعى إلى أن يحصل على تطمينات مستمرة، أو يغسل يديه بقلق شديد.
الأطفال الذين يعانون من قلق شديد سيتجنبون أيضًا المحفزات. إذا رفض الطفل المشاركة في الأنشطة التي يستمتع بها الأطفال الآخرون، أو أصيب بنوبة غضب قبل كل موعد مع طبيب الأسنان، أو مرض في ليالي الإجازات، أو قضى وقتًا طويلاً في مكتب ممرضة المدرسة، فقد يكون القلق الشديد هو السبب.
تشمل أعراض القلق الأخرى عند الأطفال الصداع أو آلام المعدة بدون سبب طبي، وصعوبة النوم، وصعوبة الإنجاز. قد يسأل طفلك أيضًا أسئلة مدفوعة بالخوف تزداد سوءًا بمرور الوقت. على سبيل المثال، من الطبيعي تمامًا أن يسأل الطفل، "هل يمكن أن يحدث هذا لنا؟" بعد الاطلاع على تقرير إخباري عن حريق في منزل، لكن ليس من الطبيعي أن تستحوذ عليه هذه الفكرة، حتى بعد مرور أشهر من مشاهدته للحريق.
ما أنواع اضطرابات القلق التي يمكن أن تصيب الأطفال؟
يمكن أن يظهر القلق عند الأطفال على شكل عدة اضطرابات مختلفة، والكثير من الأطفال لديهم مجموعة من الحالات التالية:
اضطراب القلق العام
اضطراب القلق العام (GAD) هو قلق مفرط بشأن الأشياء اليومية، بالإضافة إلى الميل لتخيل السيناريو الأسوأ. غالبًا ما يركز الأطفال المصابون بهذا النوع من القلق على الأداء في المدرسة أو الرياضة - هل سأجتاز الاختبار؟ ماذا لو لم ألعب بشكل جيد؟ هل سألتحق بكلية جيدة؟ قد يدفع هذا النوع من القلق الطفل إلى عدم التوقف عن المذاكرة أو التمرين، مما يجعل الطفل طاغية نفسِه.
يقلق الأطفال المصابون باضطراب القلق العام باستمرار بشأن قدرتهم على تلبية التوقعات. ويسعون غالبًا إلى الطمأنة في محاولةٍ لتهدئة مخاوفهم، ويمكن أن يكونوا سريعي الغضب وحادّي الطباع. ويمكن أن يؤدي قلقهم إلى أعراض جسدية، بما في ذلك التعب وآلام المعدة والصداع.
اضطراب القلق الاجتماعي
يخشى الطفل المصاب بالقلق الاجتماعي لقاء الناس أو التحدث إليهم. يكون معظم الأطفال أحيانًا خجولين، لكن عندما يكون الطفل قلقًا بشكل مفرط بشأن القيام بشيء محرج أو الحكم عليه بشكل سلبي، فقد يكون لديه هذا الاضطراب. قد يدفع القلق الاجتماعي الطفل إلى تجنب المدرسة أو المواقف الاجتماعية الأخرى، والبكاء والإصابة بنوبة غضب شديد عند الضغط عليه للذهاب.
يعاني بعض الأطفال من قلق اجتماعي يركز على الأداء - على سبيل المثال، التحدث في الفصل أو الطلب في المطاعم. وقد يشعر بعضهم بالقلق حتى عندما لا يكونون في دائرة الضوء، مما يجعلهم يخشون الذهاب إلى المدرسة، وتناول الطعام في الأماكن العامة، واستخدام الحمامات العامة.
الخرس الانتقائي
الطفل المصاب بالخرس الانتقائي يتحدث بسهولة مع العائلة والأصدقاء، ولكنه يشعر بالقلق الشديد أمام الآخرين لدرجة أنه لا يستطيع التحدث على الإطلاق. يفسر الأقران والمعلمون والمسؤولون أحيانًا هذا الصمت على أنه متعمد، لكن الطفل في الواقع مشلول بسبب الوعي الذاتي الشديد.
يمكن أن يسبب الخرس الانتقائي للطفل ضيقًا شديدًا، لأنه لا يمكنه التواصل حتى إذا كان يعاني من الألم أو يحتاج إلى استخدام الحمام. يمكنه أيضًا منع الأطفال من المشاركة في المدرسة والأنشطة الأخرى. يبدو بعض الأطفال متجمدين عندما يُطلب منهم التحدث، مثلما تتجمد الغزلان أمام مصابيح السيارة الأمامية. وبعضهم الآخر سيستخدم الإيماءات وتعبيرات الوجه للتواصل من دون أن يتحدثوا. حتى في المنزل، قد يصمت الأطفال المصابون بالخرس الانتقائي عند وجود أي شخص آخر غير أحد أفراد الأسرة.
اضطراب قلق الانفصال
إذا تسبب الانفصال عن الوالدين أو مقدمي الرعاية في كرب شديد، فقد يعاني الطفل من اضطراب قلق الانفصال. صعوبة الفصل أمر طبيعي في مرحلة الطفولة المبكرة؛ لكنه يصبح اضطرابًا إذا كان الخوف والقلق يتداخلان مع السلوك المناسب للعمر، سواء كان ذلك غياب أحد الوالدين بعيدًا عن نظره في عمر 18 شهرًا، أو تركه عند الذهاب إلى المدرسة في سن السابعة.
قد يواجه الطفل المصاب بقلق الانفصال صعوبة بالغة في توديع والديه، أو البقاء بمفرده في الطابق العلوي من المنزل، أو الذهاب للنوم في غرفة مظلمة، لأن هؤلاء الأطفال مرعوبون من حدوث شيء ما لهم أو لعائلاتهم إذا لم يكونوا برفقة والديهم. قد يتجنبون مواعيد اللعب وحفلات أعياد الميلاد. وفي المنزل، قد يكونون ظلًّا لأحد الوالدين باستمرار. قد يؤدي قلق الانفصال أيضًا إلى آلام في المعدة، وصداع، ودوخة تحسباً وخوفًا من حدوث هذا الانفصال عن الوالدين في أي لحظة.
الرهاب المحدد
الرهاب هو خوف غير منطقي ومستهلك من شيء أو موقف معين (كلاب، مهرجين، ضوضاء عالية، ماء، حشرات، الظلام، إلخ). سيظهر هذا الخوف المعطِّل عندما يواجه طفلك المحفز بشكل مباشر أو غير مباشر، مثل رؤية صورة أو سماع أغنية عنها.
سيتوقع الأطفال المصابون برهاب محدد مسبباته ويتجنبونها، مما قد يحد بشدة من أنشطتهم. قد يبكون أو ينفثون نوبات غضب لتجنب الشيء الذي يصيبهم بالضيق، أو يعانون من أعراض جسدية مثل الارتعاش والدوار والتعرق.
كيف يتم تشخيص القلق عند الاطفال؟
لا يتم تشخيص القلق عند الأطفال في معظم الحالات. تقول الدكتورة ويندي سيلفرمان، مديرة برنامج اضطرابات القلق في كلية الطب بجامعة ييل: "يعتقد الكثير من الآباء أن أطفالهم سيكبرون ويتحررون من مخاوفهم أو أنه من الطبيعي أن يشعر الطفل بالتوتر".
ومع ذلك، فإن اضطرابات القلق تجعل حياة الأطفال أكثر صعوبة وتحدّ من التجارب التي يمكن أن يمروا بها. يقول الدكتور ريناد بيدس، الأستاذ المساعد في قسم علم النفس في كلية بيرلمان للطب بجامعة بنسلفانيا: "من غير المحتمل أن يتغلب الطفل على اضطراب القلق". "إذا ترك من دون علاج فإنّه سيكون أكثر عرضة لخطر تعاطي المخدرات في وقت لاحق."
إذا كنت تعتقد أن القلق يؤثر في قدرة طفلك على العمل، فابحث عن الخدمات مبكرًا بدلاً من انتظارها. اطلب من طبيب الأطفال أو مستشار التوجيه المدرسي الإحالة إلى خبير وحدد موعدًا للتقييم. يجب أن يتمتع الطبيب الذي تراجعه بخبرة تشخيصية ويجب أن يشرح مصادر المعلومات التي سيستخدمها. نوصي بطبيب نفسي للأطفال والمراهقين معتمد من مجلس الإدارة، أو طبيب نفسي مرخص.
تعامل مع هذا الاجتماع كما تتعامل حين تأخذ طفلك إلى الطبيب من أجل التهاب الحلق، كما يقول الدكتور كورتز. اشرح الزيارة لطفلك باستخدام نفس الكلمات التي يستخدمها لإخبارك بمشاكله: "سوف نتحدث إلى شخص يمكنه أن يعلمك كيف لا تقلق وقت النوم"، على سبيل المثال. من الجيد أيضًا تتبع السلوكيات المقلقة ومتى تحدث، مما قد يساعد في تحديد العوامل التي تحفز القلق عند طفلك.
كيف يمكنك مساعدة طفلك القلق؟
لحسن الحظ، يعد القلق أحد أكثر الاضطرابات النفسية التي يمكن علاجها عند الأطفال. خيارات العلاج الأكثر شيوعًا هي العلاج السلوكي المعرفي والأدوية.
العلاج السلوكي المعرفي
بالنسبة للعديد من الأطفال، وخاصة أولئك الذين في المراحل المبكرة من اضطراب القلق، يمكن للعلاج السلوكي المعرفي (CBT) تحسين الأعراض في غضون بضعة أسابيع أو أشهر. في حين أن العلاج السلوكي المعرفي لن يقضي على القلق تمامًا، إلا أنه يعلم الأطفال التعرف على ما يشعرون به وإدارة ردود الفعل هذه.
فالطفل الذي لديه خوف شديد من الجراثيم، على سبيل المثال، قد يتعلم أن يلاحظ عندما ينبض قلبه بشكل أسرع عند رؤية شخص يسعل وأن يأخذ أنفاسًا عميقة ليهدأ. سيتعلمون أيضًا تقنيات المواجهة، مثل إخبار أنفسهم، "الملايين من الناس يلمسون الأشياء كل يوم ولا يمرضون". أخيرًا، سيتعرضون شيئًا فشيئًا لخوفهم - الذهاب مع المعالج إلى حمام عام ولمس الحوض ثم مقبض المرحاض.
يعتمد عدد المرات وطول مدة العلاج المعرفي السلوكي التي يتلقاها الطفل على شدة الاضطراب الذي يعاني منه.
علاج القلق في المنزل
إذا بدا طفلك قلقًا ولكن ذلك لا يعيق حياته اليومية، فيمكنك أن تحاول المساعدة في المنزل أولاً. وفيما يلي بعض التكتيكات.:
رابط المقال الأصلي: اضغط هنا
]]>تربية أطفال ناجحين
نشر المقال باللغة الإنجليزية في 23 سبتمبر 2021، ويليان ستيكسرود ونيد جونسون .
غالبًا ما يُجري الآباء محادثات مع أطفالهم تبدأ بشكل جيد - ولكن بعد ذلك، في مكان ما، بطريقة ما، تأخذ الأمور منعطفًا خاطئًا. الطفل الذي كان متقبّلًا للنقاش، أو على الأقل الذي لم يكن معاديًا، ينغلق تمامًا. خلاف صغير يتحول إلى معركة كبيرة. ماذا حدث؟
بصفتنا خبيريْن في تربية الأبناء ومؤلفي كتاب "الطفل الموجّه ذاتيًّا"، ولدينا 65 عامًا من البحث والخبرة في العمل مع الأطفال (وقد قمنا بتربية أطفالنا)، فقد وجدنا أن العبارات التالية - التي ينطق بها الآباء ذوو النوايا الحسنة - لا تعمل في تعليم الانضباط الذاتي، ولدينا فكرة جيدة عن السبب:
غرس الخوف هو أحد أقل الطرق فعالية لإثارة الدافع الذاتي عند الأطفال. بل إنه قد يسبب الضرر للأطفال الذين، في كل مرة يتم تذكيرهم بمدى أهمية أن يقوموا بعمل أفضل. فهذا يجعلهم أكثر توترًا، وفي بعض الأحيان، يجعلهم يميلون إلى تجنب المواجهة.
سبب آخر لعدم نجاح عبارات كهذه هو أن السياق يتجاوز فهم الأطفال. إن محاولة جعل طالب في الصف السابع يلتزم بالسباحة لأنه سيبدو جيدًا في الطلبات الجامعية، على سبيل المثال، يشبه، إلى حد كبير، القول "الآن بعد أن أصبحت في المدرسة الثانوية، نحتاج إلى التحدث عن خطة التقاعد الخاصة بك. " فالأطفال غير قادرين على التفكير بشكل استباقي بالطريقة التي يفكر بها الكبار. وهذا ما يجعلهم أطفالًا.
ما يفعله/يقوله الآباء الناجحون:
عندما يكبر الأطفال ويصلون إلى المدرسة الإعدادية أو المدرسة الثانوية، فإن المحافظة على سلامتهم هو عمل لا يمكننا القيام به بنجاح بأي مقياس؛ فنحن لسنا معهم طوال الوقت ولا يمكننا تتبع كل تحركاتهم. وعندما يعتقد الأطفال أنّ مسؤولية الحفاظ على سلامتهم تقع على عاتق والديهم، وليس على عاتقهم هم، فإنهم يكونون أكثر استعدادًا للتصرف بتهور، معتقدين أن هناك دائمًا شبكة أمان تحميهم، بينما هذه الشبكة غير موجودة في الواقع. لكنّ هذا لا يعني أنه يجب عليك ألا تبدي رأيك. فهناك أوقات تحتاج فيها إلى قول لا، وأن تكون واضحًا بشأن المخاطر التي تشعر بعدم الارتياح تجاهها.
ما يفعله / يقوله الآباء الناجحون بدلاً من ذلك:
قد يساعدك تطبيق العقوبة على الشعور بأن لديك إحساسًا بالسيطرة، لكن الأبحاث تظهر بأنّ العقاب لا يضر بعلاقتك بطفلك فحسب، بل إنه أيضًا أداة غير فعالة لتغيير السلوك.
فعلى الرغم من أنه قد يوقف الانهيار لفترة وجيزة، إلا أنه لا يقود إلى السلوك الإيجابي، ولا يعلم الأطفال ما يجب عليهم فعله. بالإضافة إلى ذلك، فإنه كلما زاد تهديد الآباء زاد عدد الأطفال الذين يكذبون ويخفون المشكلات التي قد يحتاجون إلى المساعدة فيها.
ما يفعله / يقوله الآباء الناجحون بدلاً من ذلك:
تكمن مشكلة هذه العبارة في أنها لا تحترم الطريقة التي يعيش بها الطفل في عالمه الاجتماعي - عالم يبدو مختلفًا كثيرًا عن عالمنا. فوسائل التواصل الاجتماعي والألعاب هي نسخ محدّثة من تمرير قصاصات الرسائل القصيرة في الصفوف، وأجهزة الألعاب الإلكترونية الكبيرة التي كانت توجد في النوادي، والتي كانت مهمّة جدًا في شبابنا، ولم نكن لنتعامل جيدًا مع أي شخص يقترح أن علينا إلغاء هذا الجزء من حياتنا. بالإضافة إلى ذلك، فنحن نريد مساعدة الأطفال على إدارة علاقتهم بالتكنولوجيا، لأن لدينا إحساسًا قويًا بأن هذا الأمر باقٍ ويتمدّد، ولن يختفي أو يتضاءل.
ما يفعله / يقوله الآباء الناجحون بدلاً من ذلك:
ويليام ستيكسرود ونيد جونسون مؤلفا كتاب "ماذا تقول؟ كيف تتحدث مع الأطفال لبناء الدافع والقدرة على تحمل الضغط من أجل منزل سعيد. " ويليام عالم أعصاب إكلينيكي وأستاذ الطب النفسي وطب الأطفال في كلية الطب بجامعة جورج واشنطن. نيد هو مؤسس PrepMatters ومؤلف "قهر اختبار SAT: كيف يمكن للوالدين مساعدة المراهقين على التغلب على الضغط والنجاح". يتمتع ويليام ونيد بخبرة مشتركة لمدة 60 عامًا في العمل مع الآباء والأطفال.
رابط المقال الأصلي: اضغط هنا
]]>الآباء الحازمون يدعمون أبناءهم، وغالبًا ما يتوافقون مع احتياجاتهم. يوجهون أبناءهم من خلال مناقشات مفتوحة وصادقة لتعليم القيم والتفكير. وهم مثل الآباء المتسلطين ، يضعون حدودًا ويفرضون المعايير. لكنهم على عكس الآباء المتسلطين، يقدمون لأبنائهم الرعاية والحب.
وهذه بعض سمات الوالدين الحازمين:
توصلت الدراسات إلى أن الآباء الحازمين هم أكثر فرصة لتربية أبناء واثقين من أنفسهم يحققون نجاحًا أكاديميًا ، ولديهم مهارات اجتماعية أفضل وأكثر قدرة على حل المشكلات.
فبدلاً من المجيء دائمًا لإنقاذ أطفالهم ، وهو الأمر الأكثر شيوعًا بين الآباء المتساهلين، يسمح الآباء الحازمون لأبنائهم بارتكاب الأخطاء. وهذا يوفر للأبناء فرصة التعلم مع السماح لهم أيضًا بمعرفة أن والديهم سيكونون هناك لدعمهم.
تعد التربية الحازمة مفيدة بشكل خاص عند التعامل مع النزاعات والصراعات، لأن الطريقة التي نتعلم بها التعامل مع الصراع في سن مبكرة تلعب دورًا كبيرًا في كيفية تعاملنا مع خسائرنا أو مدى مرونتنا في حياتنا بعد سن البلوغ.
في حالة الوالدين المتساهلين، فإن حل النزاع يعتمد على الطفل عمومًا. الطفل "يفوز" والوالد "يخسر". لقد رأيت أن هذا النهج يؤدي إلى أن يصبح الأطفال أكثر تركيزًا على الذات وأقل قدرة على التنظيم الذاتي.
هناك بالطبع أوقات يكون فيها العقاب ضروريًّا. لكن مشكلة العقاب المستمر هي أنها لا تعلّم ابنك شيئًا مفيدًا. وفي معظم الحالات، يعلمهم ذلك أن الشخص الذي يتمتع بأكبر قدر من القوة يفوز، سواء أكان عادلاً أم لا.
لنفترض أن ابنك البالغ من العمر 10 سنوات يتوسل إليك بعدم الذهاب إلى تدريب كرة القدم: "لا أريد ذلك لأنني أعتقد أنني لاأجيده."
كاستجابة لهذا الموقف:
فبينما يضع الآباء الحازمون حدودًا ويتوقعون أن يتصرف أبناؤهم بمسؤولية ، فإنهم لا يطالبون فقط بالطاعة العمياء. بل يتواصلون ويفكرون مع الابن، مما يمكن أن يساعد في خلق جوّ من التفهّم، وتعليم الأبناء الأسباب وراء وضع القوانين..
على الرغم من أن الخبراء يثنون على الوالدية الحازمة، فمن المهم ملاحظة أن استخدام طريقة واحدة فقط لا يضمن دائمًا نتائج إيجابية. فالوالدية ليست علمًا دقيقًا. في نواح كثيرة ، إنها أشبه بالفن. وبصفتي طبيبة نفسية للأطفال وأم، فإن نصيحتي هي أن تكون محبًا ومتفهمًا - ولكن أيضًا عليك أن تضع حدودًا وقواعد.
لا تركز فقط على العقوبة. كن داعمًا واستمع حقًا لابنك. اطرح عليهم أسئلة وحاول فهم الأشياء من وجهة نظرهم. اسمح لهم بالدخول في عملية صنع القرار حتى يتمكنوا من النمو وتعلم الأشياء بأنفسهم.
هناك فرق بين أساليب الوالدية وممارسات الوالدية. أسلوب الوالدية هو المناخ العاطفي الذي تربي فيه طفلك، وممارسة الوالدية هي إجراء محدد يستخدمه الآباء في تربية أبنائهم.
باختصار، تصرف كالإنسان الصالح الذي تريده أن يكون.
فرانسين زيلتسر أخصائية نفسية للأطفال وأستاذة مساعدة وأم لطفلين. تشجع على نهج داعم لحل المشكلات حيث يتعلم مرضاها استراتيجيات تكيفية لإدارة التحديات والعمل على تحقيق الأهداف قصيرة الأجل وطويلة الأجل.
رابط المقال الأصلي: اضغط هنا
]]>
الملل يحظى بسمعةٍ سيئةكاتب المقال: شيس شينبام |
وفقًا لتيريزا بيلتون، زميلة في كلية التعليم والتعلّم مدى الحياة في جامعة أنجليا الغربية وخبيرة في الملل؛ إن فكرة عدم وجود عمل، وعدم وجود لعب لا تجعل جاك ولدًا يشعر بالملل، بل، على العكس، إنها تجعل عقله يعمل بشكل أفضل. وتستشهد بدراسة توضح أن الوقت غير المخطط له يساعد الأطفال على أن يصبحوا أكثر إبداعًا، ومفكرين مستقلين. "لا ينبغي الخوف من الملل، ويمكننا أن ننظر إليه كفرصة."
هل تريد أن يتوصّل أبناؤك إلى أفكارهم وآرائهم الخاصة؟ اجعلهم يحتضنون الملل. تقول بيلتون إن الأبحاث تظهر أن الأطفال عندما لا يكونون مشغولين، فإنهم "يُبادرون من أنفسهم ولا يعتمدون كليًا على البالغين أو الأشياء المُعدّة مسبقًا لهم." وبالطبع قد يتخبطون أولًا على الأرض في تذمرٍ ونواحٍ.
في مقال على الموقع البحثي "المحادثة/The Conversation"، ناقشت بيلتون كيف يسهم الملل في تنمية "الفضول، والمثابرة، والمرح، والاهتمام والثقة." أنت تحب هذه الصفات بالتأكيد. ومن المفارقة أن هذه الصفات المهمة هي التي تساعدهم على النمو ليصبحوا أشخاصًا أذكياء وغير مملين.
إليك الجزء الممتع في مساعدة أطفالك على الشعور بالملل: ليس عليك أن تشعر بالذنب عندما لا يجدون ما يفعلونه. على العكس، عليك أن تخطط لأوقاتٍ يمضونها "بلا تخطيط" عدة مرات في الأسبوع. "حاول ألا تشعر أنه جزء من مسؤوليتك أن تملأ كل لحظة في حياة طفلك،" تقول بيلتون. ضعها إذن على لائحة مهامك.
انتظر- هناك المزيد. تقول أيضًا إنه من المهم تقبّل عدم الارتياح لهذا الأمر. وتذكّر: الملل يساوي الفرص. العقول غير المشغولة بالنقر على الأجهزة اللوحية، أو تركيب الأحجيات، أو أي شيء آخر لديها فرصة أكبر في اختبار أشياء جديدة، وتجربتها، والمساهمة في عمل شيء أو تعلّم شيء ليس من عادتهم أن يفعلوه يتعلموه. كما أنه إذا نظرت إلى الصورة الكبيرة في تربية الأطفال ستجد أن هناك الكثير من الأشياء التي تُسبب الشعور بالذنب. فاحتفظ بشعور الذنب لتلك الأشياء.
الأطفال يمكنهم أن يشغلوا أنفسهم - لبعض الوقت. وفقًا لبيلتون، فإنه في النهاية سيكون عليك أن تساهم في توجيههم قليلًا نحو أشياء ممتعة يمكنهم قضاء وقتهم فيها. حرّضهم، اسألهم ماذا عليهم أن يفعلوا بأنبوبة ورق التغليف تلك. ما الوجبة الخفيفة التي يعتقدون أن لعبتهم المحشوة تود أكلها (لعلها تكون أنبوبة تغليف الورق تلك)؟ هذا النوع من التنبية صعب على الأطفال الصغار جدًا لأنه ليس لديهم الكثير في مخيلتهم ليستقوا منه بعد، ليس بمقدار ما هو لدى الأطفال الأكبر سنًا قليلًا ولكنه من المهم أن يتمرّنوا على تدريب عضلاتهم الإبداعية والتمكّن من الوصول إلى سماتهم الشخصية غير المكتشفة بعد.
فقط لأن يومك لا يسمح لك بأن تشعر بالملل، فإنّ هذا لا يعني أنه لا يمكنك الاستفادة أنت أيضًا منه. تقول بيلتون "كشفت الدراسات حديثًا أن ترك العقل يتجوّل في وقت الاستيقاظ له وظائف مهمة للغاية." لكن بالتأكيد فإن الكلام دائمًا أسهل من التطبيق، إذا أخذنا بعين بالاعتبار أن رأسك يحوم حول كل شيء بدءًا من إشعارات العمل على منصة Slack (لرسائلك والمهام المطلوبة منك)، إلى جداول الأدوية الخاصة بأطفالك الرضع في المنزل.
ولكن، ابحث عن بعض الوقت. العقل الذي لديه بعض الوقت للتنفس يصبح أفضل في الخروج بأفكار غير متوقعة وحلول إبداعية للمواقف الصعبة. تقول بيلتون "نحتاج وقتًا لمجرد التفكير في تجاربنا المباشرة، وتجاربنا في الماضي، وربما للتفكير في المستقبل." والدليل على ذلك أن أفضل الأفكار غير المتوقعة تأتيك وأنت تستحم. (وهي الأشياء الوحيدة غير المتوقعة التي تريدها أن تأتيك وأنت تستحم.)
لنساعدك؛ بيلتون لديها بعض الأشياء التي تساعد أطفالك على شغل أنفسهم.
استلق على العشب وتأمّل الغيوم وهي تمرّ. هذا كلاسيكيّ ولا يحتاج إلى شرح. إذا كنت لا تعرف ما هذا، فقد كانت لديك طفولة منظمة بشكل غريب. تقول بيلتون "مجرد الاستلقاء والتفكير يخلق علاقة جديدة مع النفس."
اصنع بعض اللعب في الظل. وما أنسب لعبة ملاكمة الظلّ لمحبيّ السلام. نعم، احصل على مصباح يدوي وانظر من سيصنع أفضل دايناصور ترايسيراتوبس. الأمر أصعب مما يبدو.
خطط لوليمة حقيقية (أو متخيلة). وقد تتخيل أيضًا شيئًا تأكله طالما أنك تتخيّل. تقول بيلتون: "تعتبر الألعاب البسيطة أكثر تنوعًا وتلهم الحيلة والخيال بطريقة لا تقدّمها الألعاب المصممة بإحكام والمخصصة لأغراض محددة". هذا هو السبب في أن صلصال الـ Play-Doh يمكن أن يكون المقبلات والطبق الرئيسيّ الأوّل، والحلويات في حاوية واحدة.
أهم شيء تأخذه معك من هذا المقال أن إضاعة الوقت ليست وقتًا مهدرًا. يتعافى الدماغ من عالم مفرط التحفيز، ويصبح الأطفال أقل اعتمادًا عليك كمصدر للمرح والمتعة. لذا في المرة القادمة التي تكون فيها على وشك أن تُخرج جميع الألعاب في يوم أحدٍ مُمطر، لماذا لا تتراجع وتترك الملل يتوّلى المهمة هذه المرّة؟
رابط المقال الأصلي: هنا.
مقال لمارك أوليفر، منشور بتاريخ 26 سبتمبر2016
"دادا، القرد الملك مقيّدٌ!" كان ابني يُطلعني على آخر التطورات في حياة ألعابه، ومصيبة كانت على وشك الحدوث. قردهُ الملك المحبوب قد تم القبض عليه، وأكّد لي، أنه لا يوجد مفرّ. حتى عندما اقترحت عليه أن تقوم الألعاب الأخرى بإنقاذه، هزّ رأسه نافيًا. لم يكن هناك سبيل لإنقاذه.
"لا يمكنهم إنقاذه،" قال لي. "إنهم مشغولون جدًا. عليهم أن يذهبوا إلى العمل." وبعد العمل، أوضح لي، أن على ألعابه أن تنظف المنزل وتذهب للتبضّع. لم يملكوا ببساطة الوقت في جداولهم المزدحمة لإنقاذ صديق يعاني- ولهذا لم يكن لديهم أيّ خيار سوى أن يتركوا القرد الملك ليلقى حتفه.
لقد كانت تلك لحظة في حياة الوالدين تتساوى في لطافتها وقدرتها على سحق الروح. لقد كان ابني يراقبنا ويكوّن فكرته عن كيف يعملُ العالم. ولقد تقبّل فكرة أن الناس الذين يعملون مشغولون جدًّا لدرجة أنّ عليهم أن يتخلّوا عن أحبائهم.
عندما أعمل، أعتقد أنني أساعد عائلتي. في ذهني، أنا أفعل ما ينبغي عليّ فعله لأبحث عن البنسات التي تحتاجها عائلتي لتعيش. أوفر لهم طعامًا، وسكنًا يؤويهم، وأتكفّل بتعليم ابني تعليمًا سيوفر له حياةً أفضل.
ولكن في ذهن ابني، فأنا أخونه. عليّ أن أكون والده، الذي يحبه ويلعب معه، وأنا أتركه وحده لأنه يوجد أمر آخر في الخارج أهم بالنسبة إليّ منه. على هذا تربيتُ. عندما كنت طفلًا، أبي كان يعمل طوال الوقت- وعلّمني أنه ينبغي على الرجل أن يعمل بجهد ليعتني بعائلته. كان يسافر بسبب عمله حول العالم لأسابيع في بعض الأحيان. حتى إنه في إحدى السنوات عاش في مدينة مختلفة، في عملٍ براتبٍ أعلى بعيدًا عن المنزل، لتحصيل المال الذي تحتاجه عائلته.
اليوم أنا في نفس حالته. عندما يقول زملائي إنني "مثابرٌ في عملي" يقولونها بنبرة قلق بدلًا من الإعجاب.
عقلي ممتليءٌ دائمًا بالقلق على ديوننا وتكاليف مستقبلنا، ووصلت إلى مرحلة أشعر فيها أنني أضيّع الوقت عندما أحشر ثماني ساعات كاملة في النوم ليلًا.
عندما تخلى ابني عن لعبته المفضلة، للمرة الأولى أصبحت مجبرًا على النظر إلى أثر هذا الأمر عليه. أوقات طويلة من يومه يقضيها بصحبة جديّه بينما نعمل أنا وزوجتي، وببطء بدأ يقضي وقتًا أطول معهما أكثر مما يقضيه معنا. ويزداد ارتباطًا بهما، والتعلّم منهما – وليس منّي.
عندما شرحت له أن دادا عليه أن يعمل حتى نستطيع أن نأكل، رأيت تروس الفهم تعمل ببطء في دماغه، وأقلقني ذلك. كنت أراه وهو يضع سعرًا على كل ممتلكاته، وأرى أن فكرة المال هي أهم من كل الأمور الأخرى تتكشّف له مثل تجلٍّ. شعرت بالخوف، وتساءلت: ما الذي أفعله به؟ هل أحوّلهُ إلى شخص مثلي تمامًا؟
هناك أشياء يحتاجها ابني أكثر من المال. يحتاج إلى العناق أكثر مما يحتاج إلى الثياب. ويحتاج أن يعلّمه والدهُ أكثر مما يحتاج إلى كتبٍ جديدة. ويحتاج أن يعرف أن والديهِ يحبّانه أكثر من أي شيء آخر في العالم، وأكثر من حاجته للأشياء.
لا يمكنني التوقف عن العمل. عائلتي تحتاج أن تعيش، وابني يحتاج أن يضمن تكاليف مستقبله. وبالرغم من ذلك، يمكنني أن أجعل الوقت الذي أمضيه معه مجزيًا. عليّ أن أجعله يعرف أنه أهمّ ما في حياتي. عندما أذهب إلى العمل، عليّ أن أخبره أنني أفتقدهُ. وعندما أكون في المنزل، عليّ أن ألعب معه وأعلّمهُ، وأجعله يرى أن هذا أهمّ بالنسبة إليّ من المال. عليّ أن أتأكد أنه يحصل على كل ما يحتاجه، وأنّه يحصل عليه منِّي أنا. لم أتمكن من عمل هذا بمثاليّة بعد. هناك أوقات في حياتنا نعاني فيها أكثر ويكون عليّ أن أعمل بجهدٍ أكثر، وتتسع المسافة بيني وبين ابني. ورغم ذلك هناك أمر واحد نداوم على فعلهِ بقداسةٍ؛ ففي كل ليلة، ومهما يكن لديّ من أشغالٍ، آخذهُ إلى غرفتهِ، وأساعدهُ على ارتداء ملابسه، وأقرأ معهُ. وفي كل ليلة أقبّل رأسهُ، وأتمنى له ليلةً سعيدةً، وأذكّره: "أحبكَ أكثر من أي شيء في هذا العالم."
قصص من أشجار ذات صلة بالأبوّة:
اضغط على صورة الغلاف لطلب الكتاب.
اضغط على صورة الغلاف لطلب الكتاب.
رابط المقال الأصلي: اضغط هنا
]]>
"في أعلى أغصانها، يهفهف العالم، وتستقر جذورها إلى ما لا نهاية، ولكنها لا تفقد نفسها هناك، إنها تعاني بكل قوة في حياتها لأجل شيء واحد فقط: لتحقق ذاتها بقوانينها الخاصة... لتمثل نفسها. ليس هناك ما هو أقدس، ولا أكثر مثالية من شجرة جميلة وقوية.."
كاتبة المقال: ماريا بوبوفا
في السنوات الأخيرة من حياته، اتجه عالِم الأعصاب العظيم أوليفر ساكس إلى قوة العلاج الطبيعي والفسيولوجي للطبيعة، ملاحظًا، خلال أربعين عامًا من الممارسة الطبية، أنّ هناك نوعين فقط من العلاج غير الصيدلاني مفيدين لمرضاه: الموسيقى والحدائق. وفي حديقةٍ أيضًا، وجدت فرجينيا وولف، التي عانت من مرض عقلي طوال حياتها، أن استيعاب الوعي القويّ هو الذي مكّنها من صنع بعض أكثر الفنون الإنسانية رقيًا بالرغم من معاناتها الخاصة. عندما طُلب من صديقتي العزيزة ناتاشا مكيلون (التي قرأت بصوتها كتابي: Figuring) أن تختار قطعة من الأدب ترويها مع جولة في الحدائق النباتية الملكية، كيو، لحلقة من برنامج تجوّل/Wander – وهي سلسلة جميلة من قبل المخرج بو كيرواك، لتفيد مؤسسة الصحة العقلية البريطانية ولمساعدة الأشخاص المعزولين ليزوروا افتراضيًا بعض أفضل الحدائق والمؤسسات الثقافية المحبوبة في العالم، مصحوبة ببعضٍ من أكثر الأصوات الأدبية والفنية المحبوبة في العالم - اختارت ناتاشا رسالة حب عجيبة عمرها 100 عام إلى الأشجار بقلم هيرمان هيسه (يوليو 2، 1877 - 9 أغسطس 1962)، وهي الرسالة التي كانت قد أنقذتها من موقع Brain Pickings منذ ما يقرب من عقد من الزمان. نُشرت هذه الرسالة في الأصل في مجموعة من الأجزاء لهيسه 1920، التجوّل: ملاحظات ورسومات/ Wandering: Notes and Sketches (في المكتبة العامة)، وهي تنبض بالحياة مجددًا في هذه الرحلة الفائقة والمنتقلة عبر الشاشة وما بعدها، إلى أرض العجائب المورقة لحيوية الطبيعة، مع صوتين رائعين بشكل غير عادي مثل مرشدي الشربا*.
بالنسبة لي، كانت الأشجار دائمًا أكثر الوعاظ اختراقًا. أقدّسها عندما تعيش في قبائل وعائلات، في الغابات والبساتين. بل وأقدسها أكثر عندما تقف وحدها. إنها مثل الأشخاص الوحيدين. ليست مثل النساك الذين هربوا بعيدًا من بعض ضعفهم، ولكن مثل الرجال العظماء، الانفراديين، مثل بيتهوفن ونيتشه. في أعلى أغصانها، يهفهف العالم، وتستقر جذورها إلى ما لا نهاية، ولكنها لا تفقد نفسها هناك، إنها تعاني بكل قوة في حياتها من أجل شيء واحد فقط: لتحقق ذاتها بقوانينها الخاصة... لتبني شكلها الخاص، ولتمثّل نفسها. ليس هناك ما هو أقدس، ولا أكثر مثالية من شجرة جميلة وقوية. عندما تُقطع شجرة فتكشف عن جرح الموت العاري أمام الشمس، يمكن للمرء أن يقرأ تاريخها بالكامل في القرص الجذري المضيء لجذعها: في حلقات سنواتها، ندوبها، كل النضال، كل المعاناة، كل المرض، كل السعادة والازدهار مكتوبة بحق، السنوات الصعبة والسنوات الفاخرة، صمودها ضد الهجمات، تغلبها على العواصف. ويعلم كل فتى صغير أن الخشب الأكثر صلابة ونبلًا له أضيق الحلقات، وهو مرتفع على الجبال وفي الخطر المستمر تنمو الأشجار المثالية غير القابلة للتدمير والأكثر قوة.
الأشجار هي الملاذات. من يعرف كيف يتحدث إليها، ومن يعرف كيف يستمع إليها، يمكنه أن يتعلم الحقيقة. إنها لا تعظ ولا تعلم المفاهيم، إنها تبشر بقانون الحياة القديم، من دون أن تثبّط همّتها التفاصيل.
تقول الشجرة: النواة مخبأة في داخلي، شرارة، فكرة، أنا حياة من الحياة الأبدية. إن المحاولة والمخاطرة التي حملتها الأم الخالدة معي فريدة من نوعها، فريدة من نوعها شرايين بشرتي، فريدة من نوعها أصغر ورقة في أغصاني وأصغر ندبة على لحائي. لقد أُجبرت على التشكل والكشف عن الأبدية في أدق تفاصيلي الخاصة.
تقول الشجرة: قوتي هي الثقة. لا أعرف شيئًا عن والدي، ولا أعرف شيئًا عن آلاف الأطفال الذين يخرجون مني كل عام. أعيش سر بذرتي حتى النهاية، ولا أهتم بأي شيء آخر. أنا واثقة أن الله في داخلي. أنا واثقة من أن عملي مقدس. من هذه الثقة أعيش.
عندما نكون مضطربين ولا يمكننا تحمل حياتنا لفترة أطول، عندها يكون لدى الشجرة ما تقوله لنا: كن ساكنًا! كن ساكنًا! انظر إلي! الحياة ليست سهلة، الحياة ليست صعبة. هذه أفكار طفولية ... الوطن ليس هنا ولا هناك. المنزل في داخلك، أو المنزل ليس في أي مكان على الإطلاق.
شوق للتجول يمزق قلبي عندما أسمع حفيف الأشجار في مهب الريح في المساء. إذا استمعت إليها بصمت لفترة طويلة، فإن هذا الشوق يكشف عن نواه ومعناه. إنها ليست مسألة هروب من معاناة المرء، على الرغم من أنها قد تبدو كذلك. إنه شوق للمنزل، لذكرى الأم، لاستعارات جديدة للحياة. إنه يقودك إلى المنزل. كل طريق يقود إلى المنزل، كل خطوة هي ولادة، كل خطوة هي موت، كل قبر هو أم.
لذا، فإن الشجرة تصدح في المساء، عندما نقف غير مرتاحين أمام أفكارنا الطفولية: الأشجار لها أفكار ممتدة، وتنفس طويل ومريح، تمامًا كما أن لها حياة أطول من حياتنا. إنها أكثر حكمة منا، طالما أننا لا نستمع إليها. ولكن عندما نتعلم كيفية الاستماع إلى الأشجار، فإن الإيجاز والسرعة والتسرع الطفولي في أفكارنا سيحقق فرحة لا تضاهى. كل من تعلم كيف يستمع إلى الأشجار لم يعد يرغب في أن يكون شجرة. لا يريد أن يكون شيئًا سواه. هذا هو المنزل. هذه هي السعادة.
]]>
· القراءة وحكاية القصص مع طفلك يساعد على نمو الدماغ والخيال، وعلى تعلم طفلك عن اللغة وعن العواطف، كما أنها تعزز علاقتكما.
· ليس من الضروري دائمًا أن تقرأ الكتب، يمكنك النظر إلى الكتب المصوّرة، أو غناء الأناشيد والأغنيات، أو حكاية قصص من ثقافتك.
· غالبًا ما يستمتع الأطفال والصغار بالكتب، الأغاني، والقصص ذات السجع، والقافية والتكرار.
· أي وقت هو وقت جيد لكتاب أو قصة! حاول مشاركة كتاب أو قصة واحدة على الأقل يوميًا.
لماذا القراءة مهمة للأطفال والصغار
مشاركة القصص، والكلام، والغناء بشكل يوميّ يساعد على نمو طفلك في نواحٍ عديدة.
قراءة ومشاركة القصص يمكنها أن:
· تساعد طفلك على التعرف على الأصوات، والكلمات، واللغة وتساعد على تطوير المهارات اللغوية المبكّرة.
· تعلمه تقدير الكتب والقصص.
· تنشط خياله وتعزز لديه الفضول.
· تساعد على تطوير عقله، وتطوير المهارات الاجتماعية ومهارات التواصل لديه.
· تساعد طفلك على معرفة الفرق بين "الواقع" و "التخيّل".
· تساعد طفلك على فهم التغيّرات والأحداث الجديدة أو المخيفة، والمشاعر القوية التي قد تصاحب هذه التغيّرات والأحداث.
مشاركة القصص مع أطفالك لا تعني القراءة بالضرورة.
فقط عبر النظر إلى الكتب مع طفلك يمكنك أن تكون حكواتيًا عظيمًا ومثالًا جيدًا في استخدام اللغة والكتب. طفلك سيتعلم عبر رؤيتك وأنت تحمل كتابًا بالشكل الصحيح ومشاهدتك كيف تتنقل عبر الكتاب بقلبك صفحاته ببطء.
قراءة القصص مع أطفالك لها منافع للكبار أيضًا. فالوقت الخاص الذي تمضيانه في القراءة معًا يزيد من ترابط علاقتكما ويساعد في بنائها.
يمكنك أن تقرأ قراءة جهرية لطفلك مبكرًا بقدر ما تستطيع – كلما كان ذلك مبكرًا كان أفضل. طفلك سيحب أن يكون محمولًا بين ذراعيك، وأن يستمع إلى صوتك، ويسمع الإيقاع والتناغم الموسيقي وينظر إلى الصور.
حكيُ القصص والأغاني
القراءة ليست الطريقة الوحيدة للمساعدة في نمو لغة طفلك وتطوير مهاراته اللغوية.
حكيُ القصص، وغناء الأغنيات والأناشيد الإيقاعية معًا هي أيضًا أنشطة رائعة للمهارات اللغوية الأولى –كما أن طفلك غالبًا ما سيستمتع بوقته أيضًا-. أحيانًا قد يستمتع طفلك بهذه الأنشطة أكثر من القراءة.
قد ترغب في اختراع حكاياتك الخاصة أو مشاركة قصص عائلية. طفلك سيتعلم الكلمات وينمي مهاراته اللغوية من الأغاني، والقصص والحوارات التي تتشاركانها معًا.
القراءة لطفلك بلغات أخرى
يمكنك أن تقرأ، أو تغني، أو تروي القصص لطفلك بأي لغة تشعر بأريحية التحدث بها.
استخدامك للغة ترتاح لها تساعدك على التواصل بسهولة أكبر وتساعد على جعل القراءة أو الغناء أو رواية القصة أكثر مرحًا لكما. طفلك سيتعلم أن الكلمات مكونة من أحرف مختلفة، ومقاطع وأصوات، وأن الكلمات عادة ما ترتبط بالصور على الصفحات.
لا تقلق إذا كانت الإنجليزية ليست لغة طفلك الأولى. كونه ثنائي اللغة سيساعد طفلك على تعلم الإنجليزية عندما يبدأ مع مجموعات اللعب، أو الحضانة أو المدرسة.
الكتب ثنائية اللغة هي مصدر رائع، والكثير من كتب الأطفال منشورة بلغتين. إذا كنت تتحدث بلغة أخرى غير الإنجليزية في المنزل، القراءة باللغة المزدوجة مع طفلك قد تساعدك أنت أيضًا في التعرّف على الإنجليزية.
خيار آخر هو أن تقرأ كتابًا بصوتٍ عالٍ مع طفلك بالإنجليزية أو الاستماع إلى كتاب صوتي بالإنجليزية ومن ثم التحدث حول القصة مع طفلك بأي لغة ترتاح بها.
إذا رغبت، يمكنك أن تتحدث عن الصور التي في الكتاب بدلًا من قراءة الكلمات. هل يمكنك أنت وطفلك أن تخترعا قصة معًا؟ افعل ما بوسعك، وبقدر ما يريحك.
متى تقرأ، وتغني، وتحكي القصص مع طفلك
وقت النوم، الاستحمام، وقت الحمّام، في القطار، في الحافلة، في السيارة، في الحديقة، في عربة الأطفال، في السرير النقّال، وأنت في غرفة انتظار الطبيب، أي وقت هو وقت ملائم لقصة! يمكنك أن تجعل الكتب جزءًا من روتينك اليومي. خذها معك لتشاركه بها وتستمعا في أيّ مكان.
معرفة متى تتوقف قد يكون مهمًا بالقدر الذي تعرف فيه متى تشارك القصة. انتبه لرد فعل طفلك تجاه القصة، وتوقف إذا لم يكن مستمتعًا بها في هذا الوقت. يمكنك دائمًا أن تجرب كتابًا، أو أغنية أو قصة في وقتٍ لاحق.
إذا لم يكن معك كتاب أو لا يمكنك اختلاق قصة في التو واللحظة، لا تقلق. يوجد العديد من الطرق الأخرى التي يمكنك فيها أن تشارك طفلك فيها الأحرف والكلمات والصور. مثلًا، يمكنك النظر إلى:
· العلب في المنزل أو في السوبرماركت، خاصة عُلب الطعام.
· الملابس؛ ما المكتوب على القميص؟ وبأي لونٍ هو؟
· الرسائل والملاحظات؛ ما الذي تقوله؟ ومن أرسلها؟
· اللوحات الإرشادية والإعلانات في المحلات، أو في الحافلات أو القطارات، الفت انتباهه إلى اللوحات التي تحتوي على أحرف تكوّن اسم طفلك.
· لوائح الطعام؛ يمكن أن يكون ممتعًا للأطفال الأكبر سنًا أن ينظروا إلى لوائح الطعام ومحاولة التوصّل إلى ما يرغبون بتناوله.
يمكنك أن تطَّلِع على فيديوهاتنا الخاصة بالقراءات القصصية. دع الحكواتية آني إي. ستيوارت تعرّفك وتعرّف طفلك على هذه القصص:
‘Mook Mook the owl’, ‘The crocodile’, ‘The old lady and the mosquito’ and ‘How the years were named for the animals’.
· اتخذ روتينًا وحاول أن تشارك كتابًا واحدًا يوميًا على الأقل. تشاركا كرسيًا للقراءة حيث تشعران بالراحة ويمكنه أن يصبح جزءًا من روتينكما القرائي الخاص.
· اطفئ التلفاز أو الراديو، واعثر على مكانٍ هادئ للقراءة حيث يمكن لطفلك أن يستمع إلى صوتك.
· احمل طفلك قريبًا منك أو على ركبتيك بينما تقرأ، حتى يتسنى له رؤية وجهك والكتاب.
· جرّب استخدام أصواتًا مضحكة في القراءة، العبا واحظيا بوقتٍ ممتع!
· اشرك طفلك عبر تشجيعك له بالتحدث عن الصور، وتكرار الكلمات والعبارات المألوفة.
· دع طفلك الأكبر سنًا يختار الكتاب عندما يصبح قادرًا على الطلب والسؤال، وكن مستعدًا لقراءة كتابه المفضّل مرة تلو الأخرى!
إذا كان لديك أطفال أكبر سنًا، يمكنهم مشاركة الكتب مع أطفالك الأصغر سنًا، أو يمكنكم جميعًا القراءة معًا. وتبادل الأدوار في القراءة، كما أن طرح الأسئلة والاستماع إلى الإجابات كلها من المهارات المهمة التي تساعد طفلك عندما يبدأ بتعلم القراءة.
حتى القراءة لعدة دقائق في المرة الواحدة تعتبر فعّالة، فليس ضروريًا دائمًا أن تُنهوا الكتاب. وكلما كبر الأطفا ل أصبحوا قادرين على الإنصات لوقتٍ أطول.
ما نوع الكتب التي تقرؤها مع طفلك
هناك الكثير من الكتب لتختار منها وهذا قد يصعّب معرفة من أين تبدأ.
كقاعدة واسعة الانتشار، الأطفال الصغار عادة يستمتعون بالكتب والأغاني والقصص التي بها إيقاع جيد، وتناغم موسيقي وتكرار. في الحقيقة، واحدة من الطرق التي يتعلم بها الأطفال هي من خلال التكرار والإيقاع.
اختر الكتب التي ستكون بالطول المناسب لطفلك وتناسب اهتمامات طفلك المتغيّرة.
للحصول على دليل حول ما قد يناسب طفلك، قد ترغب بإلقاء نظرة على المقالات التالية:
• القراءة مع الأطفال منذ الولادة
• القراءة مع الأطفال من سن 12 شهرًا
• القراءة مع الأطفال الصغار
• القراءة مع الأطفال في سن ما قبل المدرسة.
يمكنك أيضًا تنويع الكتب والمواد المطبوعة التي تقرؤها. يمكن أن تكون الكتب المصورة والكتب الإلكترونية والمجلات وأدلة التعليمات والأدلة التلفزيونية والرسائل، مثيرة للاهتمام وجذابة لطفلك. إذا كنت مهتمًا بالكتب الإلكترونية، فابحث عنها بدون وجود مشتتات الألعاب أو الرسوم المتحركة. ومن المهم الاستمتاع بالكتب الإلكترونية مع طفلك، بدلاً من تركه وحده مع الجهاز.
إذا كنت ترغب في تجربة كتب أو مجلات جديدة بدون تكلفة كبيرة، يمكنك ترتيب تبادل الكتب مع الأصدقاء، أو مع الآباء الآخرين في مجموعة الوالدين أو مركز الطفولة المبكرة.
استخدامك للمكتبة المحلية العامة
المكتبات لديها الكثير لتقدمه، تعرّفك على المكتبة المحلية يمكنه أن يكون جزءًا من التعلم عن الكتب وحُبّها.
يمكنك أن تستعير كتب أطفال عظيمة بلا مُقابل من مكتبتك العامة. وهذا يعني أنه يمكنك أن تحصل على كتب كثيرة في منزلك ليستكشفها طفلك، ولن تكلفك سنتًا.
أخذك طفلك إلى المكتبة وسماحك له أن يختار الكتب التي يريدها يمكنه أن يكون مغامرة مرحة. يمكنك أن تتحدث عن رحلتكما إلى المكتبة مع طفلك، وتشعران بالحماس معًا. يمكنك أن تسأل طفلك على سبيل المثال:
· كم كتابًا ستختار؟
· كم كتابًا لكاتبك المُفضّل يمكنك أن تجد؟
· هل ستستعير كتابًا به حيوانات؟
· هل لديك كتاب مُفضّل تنوي استعارته مجددًا؟
· كم يومًا سيمضي قبل أن نزور المكتبة مجددًا؟
المكتبات أيضًا تُقدّم قراءات قصصية وفعاليات للأطفال. اصطحاب طفلك إلى هذه الجلسات هي طريقة لتساعد طفلك أن يتعرف على المكتبة، ويفرح ويستمتع بالكتب والقصص.
المكتبات تحتوي عادة على كتب صوتية، كتب مزدوجة اللغة، وكتب إلكترونية ومجلات. يمكنك الاستماع للكتب الصوتية في السيارة أو كعائلة في المنزل معًا.
فقط تواصل مع مكتبتك المحلية لمزيد من المعلومات.
نشر المقال الأصلي بتاريخ 22-06-2018 عبر:
raisingchildren.net.au (the Australian parenting website)
رابط المقال الأصلي: هنا
أنشطة القراءة بطلاقة هي وسيلة رائعة لتحسين سرعة القراءة ودقتها. القراءة بطلاقة هي سرعة أو معدّل القراءة دون الانتباه الواعي لآلية القراءة. القارئ الطليق لديه القدرة على قراءة وفهم الكلمات تلقائيًا. القراء الذين يحققون مستوى عالٍ في الطلاقة لديهم القدرة على سرعة استيعاب جمل كاملة ونصوص قرائية كاملة. وعندما يفهم القراء ما يقرؤونه، فإنهم بذلك سيملكون القدرة على استرجاع المعلومات، وتحليلها، واستخدامها بطرق كثيرة.
وكلما قرأت بطلاقة وسرعة أصبح استيعابك وسعادتك بالقراءة أكبر. فالقراءة يمكنها أن تصبح نشاطًا ممتعًا للجميع. وعندما تعمل على تحسين قراءتك بطلاقة، فإنك بالنتيجة تحسّن من استيعابك القرائي. باختصار، الأنشطة اليومية للقراءة بطلاقة هي وسيلة مثالية ليس فقط لقراءة أسرع، وأكثر سلاسة وكفاءة ولكنها أيضًا وسيلة لتحسين الثقة بالنفس.
أنشطة للقراءة بطلاقة
تمارين القراءة بطلاقة هي من أفضل الأنشطة التي يمكنك عملها لتحسين قراءتك. لأنك من خلال التصميمات الخاصة بالتمارين الصوتية، ستعمل على تحسين عمليات القراءة في الدماغ. وعندما تقوم بهذه التمارين، فإنك تستهدف خمس مناطق للمعالجات البصرية، وست مناطق للمعالجات السمعية، ومنطقتين لمعالجات اللمس/والحركة. كما أن هذه العملية تعزز الوعي الصوتي والمهارات الصوتية في الوقت ذاته. نحن نقوم بذلك في غضون 5 دقائق في اليوم و3-5 أيام في الأسبوع.
كيف يعمل الباحث ضمن تمارين القراءة بطلاقة:
ستحتاج إلى أحد الوالدين ، أو معلم، أو مدرّب، أو أخ أكبر مع طالبك.
بعد أن تكون قد قمت بتدريب قصير على القراءة، ستكون جاهزًا لتمرين موقّت للقراءة.
8. انتقل إلى التمرين التالي
القراءة المتكررة هي نوع آخر من تمارين القراءة بطلاقة. وتتم عندما يقرأ الطالب فقرة واحدة أكثر من مرة حتى يحقق الدقة في القراءة ويحسّن من سرعة قراءته. تعمل هذه العملية عادةً على تحسين قدرة الطالب على القراءة تلقائيًا دون أخطاء في النطق مع الحفاظ على فهمه للنص المقروء. ينصبّ التركيز على جودة القراءة بدلاً من سرعة القراءة.
القراءة الكوراليّة هي طريقة أخرى لممارسة القراءة بطلاقة. في هذه الطريقة، يقرأ الطلاب مع قارئ متمكن. يمكن لعدة طلاب أيضًا ممارسة القراءة الكوراليّة في وقت واحد مع قارئ متمكن، بحيث يقرأ القارئ المتمكّن، ثم يقرأ الطلبة وراءه العبارة نفسها. تساعد القراءة الكوراليّة الطالب على التقاط طلاقة القراءة، والقراءة المعبّرة عن المعنى بالتنغيم الصحيح.
القراءة الثنائية هي وسيلة أخرى لتحسين القراءة بطلاقة. في هذه الاستراتيجية القرائية، يتناوب الطلاب على قراءة النص لبعضهم البعض. يمكن أن يتم ذلك أيضًا من قِبل أحد الوالدين حيث يقرأ فقرة أو صفحة ثم يقرأ الطالب الفقرة أو الصفحة التالية. لقد فعلنا ذلك كثيرًا كعائلة، بالتناوب مع كل طفل يقرأ فقرة أو صفحة ثم يقرأ الطفل التالي، أو أقرأ أنا. تعد القراءات بالتناوب عظيمة للطلاب ليتمكنوا من التقاط النطق الصحيح للجمل.
لكي نفهم "لماذا القراءة بطلاقة مهمة؟"
اقرأ الجملة، "يمكن لسالي أن تذهب إلى المتجر"/“Sally can go to the store.” . ثم بعد عدة صفحات أخرى، تصل إلى الأسئلة ومنها سؤال واحد يقول، "لماذا لم تتمكن سالي من الذهاب إلى المتجر؟" السؤال غير مفهوم بالنسبة لك، لأنك قرأت أن سالي يمكنها أن تذهب إلى المتجر. وعند العودة وإعادة القراءة، تجد أن ما تقوله الجملة بالفعل هو "لا يمكن لسالي أن تذهب إلى المتجر."/“Sally can’t go to the store.” لقد فقدت المعنى كله بتخطي علامة اقتباس أحادية (في كلمة "لا يمكن"/ (can’t). هذه هي إحدى الطرق التي تؤثر بها مشاكل الطلاقة في القراءة على الفهم.
تبدأ قدرتك على القراءة بطلاقة مع الوعي الصوتي ومعرفة الأصوات. إنها القدرة على الربط بين الأصوات (الهياكل الصوتية) والرموز الكتابية المعبرة عنها (الهياكل الهجائية)، والقدرة على التعرف عليها بسرعة كافية للحصول على معنى منها. تساعدك عملية التعرف السريع على بنيات الكلمات على فهم جمل كاملة تلقائيًا.
عندما تكون قارئًا بطلاقة، تكون قادرًا على القراءة من دون التفكير في آليات القراءة. بدأ جيه صموئيل يجري أبحاثًا في هذا المجال منذ السبعينيات. وفي عام 2006، توصل إلى هذه النتيجة "الفهم يتطلب إتقان الطلاقة التي تعني السيطرة على المستوى السطحي للقراءة ( أي المستوى المتعلق بآلية القراءة وليس بمعنى المقروء)
ماذا تقول الأبحاث؟
القراءة بطلاقة تعني تعلم أنماط الكلمة المنطوقة والمكتوبة. فعندما تبدأ ترى كيف تُكتب الكلمات، وتكوّن لها أنماطًا في عقلك ، تصبح أكثر طلاقةً. وبسبب هذا، فإن تدريب الطلاقة الذي يركز على المكونات الصوتية والسمعية للكلمات يساعدنا على قراءة النص بسرعة أكبر. يقول مارك سايدنبيرج، مؤلف كتاب "اللغة في سرعة الضوء" ، "القراءة تجلب انتظامًا في كيفية الجمع بين الحروف وكيفية ارتباط الهجاء بعلم الأصوات والمعنى". تساعدك ممارسة القراءة على أساس صوتي بالتعرف على الكلمات وتخزينها بسرعة. إذن هذا يجعل القراءة أسهل وأكثر طلاقة.
في وقت مبكر من عام 1886، اكتشف أحد أوائل علماء القراءة بطلاقة، وهو عالم النفس ويليام ماكين كاتيل، أنه يمكنك قراءة كلمة (مثل "نمر") بشكل أسرع مما يمكنك تسمية صورة لمخلوق يقفز بسرعة!
كان كاتيل أول شخص يدرك أننا أصبحنا "تلقائيين" تمامًا عندما نقرأ. في الواقع، نحن أكثر تلقائية عند القراءة من التحدث. لذلك تعلم القراءة التلقائية يعد إنجازًا كبيرًا لعقلنا. هذه قدرة نملكها، أن نتعلم شيئًا بإتقان إلى درجة أننا نقوم به دون تفكير.
يقول الحاصل على الدكتوراه ريد ليون (1997) في مقالته "لماذا القراءة ليست عملية طبيعية"، "إذا قرأ القراء الكلمات بطريقة شاقة وغير فعالة، فلن يتمكنوا من تذكر ما يقرؤونه، ولن يتمكنوا من ربط الأفكار بمخزون معرفتهم السابقة. وبالتالي، فإن الهدف النهائي لتعليم القراءة – وهو أن يفهم الأطفال ويستمتعوا بما قرؤوه - لن يتحقق".
كيف تتناسب القراءة بطلاقة مع مبادئ القراءة الخمسة؟
تعتبر أنشطة القراءة بطلاقة مهمة لكل طالب. إنها المبدأ الثالث في القراءة. تجمع الطلاقة بين الوعي الصوتي والصوتيات بحيث يمكنك قراءة الكلمات والجمل والفقرات بسرعة. عندما تكون قادرًا على القراءة بسرعة، فعادة ما تفهم وتستوعب ما تقرأه.
هناك طرق لتحسين الطلاقة لديك. فالتدريب على الطلاقة يعد من أسهل الأمور التي يمكن للوالدين القيام بها من أجل أطفالهم. فهو يتطلب القليل من الوقت والحد الأدنى من الخبرة.
نشر بتاريخ 19 نوفمبر 2019 بواسطة بوني تيري، رابط المقال الأصلي.
لدى دار أشجار إصدار يتكوّن من خمس كراسات لتمارين القراءة بطلاقة بعنوان "القراءة بطلاقةٍ لفهمٍ أفضل"،
]]>(همنغواي، للمصوّر لويد آرنولد، Getty images)
في خريف 1999، سأل نورمان كونراد، أستاذ التاريخ في ثانويّة مدينة وينيون في كانساس، طلابه أن يبتكروا مشروعًا ليوم التاريخ العالمي. وخلال العصف الذهني للأفكار، صادفت إحدى طالبات الصف التاسع إليزابيث كامبيرز قصاصة قديمة من جريدة أخبار الولايات المتحدة والتقارير العالمية. احتوت على جملة تقول "إيرينا سيندلير أنقذت 2,500 طفلًا من حي اليهود في وارسو عام 1942-1943".
إليزابيث طلبت المساعدة في المشروع من زميلتها في الصف التاسع ميغان ستيوارت، وخلال وقت فراغها، غرقت ميغان في قصة إيرينا سيندلير. وتعرّفت كيف أن هذه الممرضة البولندية المتواضعة زوّرت آلافًا من أوراق الهويات لتهريب الأطفال اليهود من الحي اليهودي. وحتى تبعد الأطفال عن عيون الحُراس النازيين، خبأتهم أسفل أكوام من البطاطا وعبأتهم في شوالات.
كما أنها كتبت لائحة بأسماء الأطفال ودفنتها في جرار، بنيّة حفرها مرة أخرى بعد انتهاء الحرب حتى تتمكن من إطلاعهم على هوياتهم الحقيقيّة.
تخيّلت ميغان نفسها في مكان الممرضة الشابة، ومن خلال ذلك تمكنت من تقدير حجم صعوبة هذه الخيارات التي هددت حياة سيندلر. لقد تأثرت بشدة بمبادرة سيندلر ونكرانها لذاتها، لدرجة أن إليزابيث وصديقتيها كتبتا مسرحية عن سيندلر.
وأطلقتا عليها اسم "حياةٌ في جرّة" ومثّلتاها في المدارس والمسارح. وبعد انتشار الخبر، ظهرت جهود الطلبة في نشرهم لقصة سيندلر في قنوات CNN، و NPR، وبرنامج The Today Show.
قوّة قصة سيندلر حوّلت المشروع إلى شيء أكبر بكثير مما تخيّلته الفتاتان.
ميغان ستيوارت، التي تُعرف الآن باسم ميغان فيلت، هي اليوم مديرة البرامج في مركز Lowell Milken للأبطال غير المعروفين، وهي مؤسسة غير ربحيّة تعلّم الطلبة عن حياة الألمعيين السابقين أمثال سيندلر. "أنا مازلت أشعر بالإلهام من إيرينا سيندلر كل يوم" تقول فيلت، التي مازالت تنبهر بالطريقة التي تمكنت فيها قصة واحدة من اختراق حياتها وتغيير مصيرها بالكامل. "نريد الشباب أن يُلهَموا بالقصص التي يسمعونها، وأن يدركوا أن هم أيضًا بإمكانهم تغيير العالم".
مهمة الكثيرين من الروائيين العظماء وصانعي الأفلام مبنيّة على افتراض، سواء كان بوعي أو بلا وعي، أن القصص يمكنها أن تحفّزنا لإعادة تقييم العالم ومكاننا فيه. أبحاث جديدة قدّمت توافقًا ومصداقية لما آمن به أجيال من رواة القصص – أن الكُتب، والقصائد، والأفلام، والقصص الواقعيّة يمكنها أن تغيّر طريقة تفكيرنا، وحتى طريقة أفعالنا نتيجة لذلك. وكما وصفها الشاعر الأمريكي الراحل ستانلي كونيتز في قصيدته "الطبقات"، "لقد عَبَرْتُ حيواتٍ جمّة، بعضُها لي، وأنا الآن لستُ الرجل الذي كنتُه"*
قدرتنا على حكاية القصص، صفة بشريّة فريدة، موجودة لدينا منذ وجود قدرتنا على الكلام. سواء تطوّرت لغرض معين أو ببساطة كانت نتاج ازدهارنا في التطور المعرفي، فالقصة هي جزء لا يتجزأ من حمضنا النووي.
على مر الزمن وعلى مر الثقافات، أثبتت القصص قيمتها ليس فقط كنتاج لعمل فنيّ أو ترفيهي ثانوي، بل كعوامل في التحوّل الشخصيّ لمتلقِّي القصص.
أحد أقدم القصص التي كشفت هذا التأثير كانت العهد القديم، الذي كان مكتوبًا من بداية القرن السابع قبل الميلاد، ومن ثم تم تنقيحه على مدى مئات السنين. عندما نفكر في القسم الأول من الكتاب المقدّس، نميل إلى تذكر تسلسلاته الطويلة من "أنتَ لن.." "Thou shalt nots"، ولكن الكثير من قصص العهد القديم الأكثر هيمنة لا تحمل أخلاقيات مصرّحة بوضوح. ومع ذلك فإنّ العهد القديم عكس قيمًا وأولويات الثقافة التي نبع منها، هذه القيم وردت في حكايات مؤثرة دعت القراء والمستمعين إلى أن يتوصّلوا إلى استنتاجاتهم الخاصة.
عندما تناولت حواء ثمرة شجرة المعرفة في جنة عدن، أنزلت عقاب الله عليها وعلى آدم، هذه اللوحة التي رسمتها القصة جسّدت برهبة ما ينتظر الإنسان الذي يتجاهل الأمر الإلهي. نوح، الذي نفّذ أمر الله الخفيّ لبناء سفينة، نجا من الغرق الذي تلا ذلك – وجسّد المكافآت المخبأة للإنسان الذي يُطيع أمر الله. لم يكن من قبيل المصادفة أن نشأ العبرانيون القدماء كمجتمع موحّد من الناس الذين كرّسوا أنفسهم لله ولاتباع أوامره.
حجم التأثير الهومري العظيم على غزو المدن عبر الخُدع ينعكس لاحقًا في استراتيجيات الحروب الإغريقية.
(لوحة جيوفاني تيبولي، موكب حصان طروادة، 1760، المتحف الوطني، لندن)
خلال تلك الأوقات، في الإغريق القديمة، استمر تقليد عتيق في رواية القصص المحكيّة – إحدى تلك القصص العظيمة كانت ملحمات هومر الإلياذة والأوديسة التي وُرّثت من جيل إلى جيل، وكل حكّاء كان يضيف التعديلات التي يراها مناسبة. وبالرغم من أن الشخصيات في هذه الملحمات كانت شخصيات أكبر من الحياة وواقعها، وغالبًا ما امتلكت قدرات خارقة، إلا أن الناس استطاعوا أن يتآلفوا معها. الأبطال الملحميون نادرًا ما غزو أعداءهم بسهولة. مثل أوديسيوس في شعر هومر، الذي تحمّل، هو وجنوده، رحلة مؤلمة وطويلة ليعود إلى وطنه، وواجهوا في تلك الرحلة مصاعب جمّة إلا أنهم ثابروا رغمًا عن كل التوقعات.
أحد الأسباب التي جعلت للملحمات هذا الأثر القويّ هو أنها كانت تغرس قيمًا أخلاقية مثل المثابرة، والتضحية، ونكران الذات، خصوصًا وأنّ الشباب كانوا يتعرضون لمثل هذه القيم بشكل دوري طبيعي.
في سعيهم لعيش حياة طيبة، تطلّع أجيال من الإغريق للملاحم بحثًا عن الإلهام،"الإغريقيون اللاحقون استخدموا نصوص هومر ضمن القراءات المُبكّرة، ليس فقط لأنها كانت قديمة ومُقدّرة، ولكن لأنها نصّت بوضوح مبهر على طريقة في العيش؛ طريقة في التفكير تحت الضغط" هذا ما كتبه ويليام هاريس، أستاذ الكلاسيكيات الفخريّة الراحل في جامعة ميدلبري، بولاية فيرمونت. وأضاف "كانوا يعرفون أنها ستولّد حسًا بالاستقلالية والشخصية، ولكن فقط إذا قُرأت بتمعّن، مرة تلو الأخرى."
مما أحيا طوائف تُقدّس مآثر شخصيات مثل أخيل وأوديسيوس. يشير المؤرخ جي. إي. ليندون أن أثر ما كتبه هومر في غزو المدن بالخداع ينعكس في إستراتيجية المعارك الإغريقية اللاحقة، مما يؤكد تأثير الحكايات، ليس فقط على العقول، ولكن على العادات والسلوكيات المجتمعيّة.
منذ آلاف السنين، عرفنا بشكل حدسي أن القصص تغير تفكيرنا، وبالنتيجة، الطريقة التي نتعامل بها مع العالم. لكن في الآونة الأخيرة فقط بدأت الأبحاث في تسليط الضوء على كيفية حدوث هذا التحول من الداخل. فباستخدام التكنولوجيا الحديثة مثل المسح الوظيفي بالرنين المغناطيسي الوظيفي MRI أو (fMRI)، يعالج العلماء الأسئلة القديمة: ما نوع التأثير الذي تحدثه الروايات القوية حقًا على أدمغتنا؟ وكيف يمكن أن يترجم المنظور المستوحى من القصة إلى تغير سلوكيّ؟
تبدأ استجابتنا العقلية للقصة، كما تفعل العديد من عمليات التعلم، بالتقليد. في دراسة عام 2010 في وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم /Proceedings of the National Academy of Sciences قام العالم النفساني أوري حسون وزملاؤه من جامعة برينستون بجعل طالبة جامعية تروي قصة عفويّة أثناء فحص دماغها بجهاز المسح بالرنين المغناطيسي الوظيفي fMRI. ثم قاموا بفحص أدمغة 11 متطوعًا يستمعون إلى تسجيل للقصة. وعندما قام الباحثون بتحليل البيانات، وجدوا بعض أوجه التشابه المذهلة. فور أن أضاء دماغ المتحدث في منطقة الجزيرة/Insula - وهي منطقة تحكم التعاطف والحساسية الأخلاقية – أضاءت تلك المنطقة في دماغ المستمعين أيضًا. أظهر المستمعون والمتحدثون أيضًا نشاطًا متوازيًا في الوصلة الصدغية الجدارية للدماغ، مما يساعدنا على تخيل أفكار وعواطف الآخرين. إذن بطرق أساسية معينة، تساعد القصص أدمغتنا على رسم خريطة لدماغ الحكواتي.
وما هو أكثر من ذلك، أن القصص التي نستوعبها يبدو أنها تشكّل طرق تفكيرنا بنفس الطريقة التي تعمل بها التجربة الحية.
عندما روت عالمة الأعصاب في جامعة جنوب كاليفورنيا ماري إيموردينو-يانغ سلسلة من القصص الحقيقية المؤثرة على عدد من الأشخاص، كشفت أدمغتهم أنها تتوافق مع القصص والشخصيات على المستوى الداخلي. كما رصد الناس موجات عاطفية قوية أثناء إنصاتهم للقصص– واحدة من القصص، على سبيل المثال، كانت عن امرأة اخترعت نظام برايل تبتي علمته للأطفال المكفوفين في تبت. أظهرت بيانات الرنين المغناطيسي الوظيفي fMRI أن الاستجابات التي تحركها العاطفة تجاه قصص مثل هذه بدأت في جذع الدماغ، الذي يتحكم بالوظائف الجسدية الأساسية مثل الهضم ونبض القلب. لذلك عندما نقرأ عن شخصية تواجه وضعًا يكسر القلب، من الطبيعي جدًا أن قلوبنا تنبض بقوّة. وقد علق أحد الأشخاص لـ "إيموردينو يانج" بعد سماع إحدى القصص قائلاً: "أكاد أشعر بالأحاسيس الجسديّة، هذا يشبه وجود بالون تحت عظم الصدر ينتفخ وينتقل إلى الأعلى وإلى الخارج. وهذه علامتي على وجود شيء مؤثر حقًا". هذا ما ذكرته إيموردينو يانج حسب النتائج التي توصلت إليها في دراساتها في وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم (Proceedings of the National Academy of Sciences) في عام 2009 وفي استعراض العاطفة (Emotion Review) في عام 2011.
نحن نتجادل مع القصص، داخليًا أو بصوتٍ عال. نرد عليها. نشيدُ. ونُدينُ. كل قصة هي بداية محادثة، مع أنفسنا ومع الآخرين أيضًا.
رصد الأشخاص الذين اشتركوا في التجربة بتفاعلهم مع القصص، مشاعر قوية من الدوافع الأخلاقية أيضًا. عندما استمع أحد المشاركين إلى قصة عن صبي صيني يقدم كعكة دافئة لأمه، على الرغم من أنه جائع جدًا، تحدث عن كيف جعله ذلك يفكر في علاقته بوالديه وحجم ما ضحوا به من أجله.
الناس توافقت بشكل مشابه مع شخصيات قصصية في دراسة أجريت عام 2013 في جامعة فريجي بأمستردام، حيث أن قراء القصص الخيالية الذين شعروا بانتقالهم عاطفيًا إلى القصة، تمكنوا من تحقيق درجات أعلى على مستوى القلق التعاطفي بعد أسبوع واحد فقط من تجربتهم القرائية.
هذا هو نوع ردود الأفعال الحسيّة التعاطفيّة التي يمكنها أن تلهم الناس بالتصرف بشكل مختلف في العالم الواقعي.
درست ليزا ليبي، عالمة النفس بجامعة ولاية أوهايو، مجموعة من الأشخاص الذين "شاركوا في تجربة" أو وضعوا أنفسهم في مكان أحد الشخصيات أثناء القراءة. حيث وجدت أن المشاركة في تجربة أو وضع نفسك في مكان أحدهم يؤدي إلى تغييرات ملحوظة في السلوك. هذه كانت نتيجة دراسة ليبي وزملاؤها في عام 2012. وعندما تعامل الأشخاص مع بطل الرواية الذي أدلى بصوته في مواجهة التحديات، على سبيل المثال، كانوا هم أكثر ميلًا للتصويت لاحقًا.
من المؤكد أن الكثير من رسائل القصة لا تترجم إلى أفعال مرتّبة كما قد توحي الدراسات؛ فنحن نستجيب ليوميات آن فرانك بشكل مختلف عند قرائتها في سن 42 عامًا مقارنة بقرائتها في سن 12 عامًا، ويرجع ذلك جزئيًا إلى جميع القصص الأخرى التي اطلعنا عليها وغيرت نظرتنا في هذه الأثناء. نحن نتجادل مع القصص، داخليًا أو بصوتٍ عال. نرد عليها. نشيدُ. ونُدينُ. كل قصة هي بداية محادثة، مع أنفسنا ومع الآخرين أيضًا.
هذه الأنواع من المحادثات، الداخلية والخارجية، هي بالضبط ما يعوّل عليه المعلمون لإطلاق إمكانيات القصة على إحداث التغيير.
تنشط المؤسسة غير الربحية المسمّاة "مواجهة التاريخ وأنفسنا/ Facing History and Ourselves" في المناطق التعليمية في جميع أنحاء الولايات المتحدة، حيث يقدمون دروسًا للطلاب تستعرض قصصًا حقيقية من صراعات تاريخية. يقول مارتي سليبر المسؤول التنفيذي في المؤسسة "إن أكبر التحولات تحدث عندما ينخرط الأطفال بشكل فعّال – وحتى متعاطفٍ - مع سرد معين لإدراك مدى أهميته لهم. نحن نعلّم بعض الأجزاء في التاريخ التي لها صلة بالحاضر". يقول سيبلر، "نحن نبحث عن طرق يرى بها الأطفال أن التاريخ مرتبط بحياتهم".
يقدم أحد الدروس "هجمات ليلة البلّور عام "1938 بسرد تاريخي، واصفًا كيف أحرق النازيون المعابد، وحطموا النوافذ ونهبوا المتاجر اليهودية بينما كان معظم الألمان العاديون يراقبون فحسب. تحفز هذه القصة الواقعية النقاش الصفّي الذي يتطرق إلى معنى أن تكون متفرجًا؛ شخص لا يفعل شيئًا بينما يصاب شخص آخر. يفكر الأطفال في كيف سيتفاعلون مع تعرض اليهود للاضطهاد في ظل الحكم النازي، لكنهم يفكرون أيضًا في أمور مماثلة أقرب إلى المنزل، مثل ما إذا كان ينبغي عليهم الدفاع عن صديق يتعرض للتنمّر اللفظي. عندما يكتشف الطلاب أهمية القصص بهذه الطريقة، فإن أفكارهم وخياراتهم تتغير بشكل ملموس. يُظهر الأطفال الذين يكملون منهج مؤسسة "مواجهة التاريخ" مزيدًا من التعاطف والاهتمام بالآخرين، وهم أكثرعرضة للتدخل عندما يتعرض الطلاب الآخرون للتنمر.
يثبت برنامج إصدار الأحكام البديلة "تغيير الحياة من خلال الأدب" (CLTL) أن القصص المحكية يمكن أن تعيد توجيه حياة الجناة البالغين. بدأ برنامج CLTL في أوائل التسعينات من القرن الماضي ببرنامج تجريبي ضم ثمانية رجال، بعضهم متهم بعدد من الجنايات. كان الرجال يجلسون حول مائدة مع الأستاذ روبرت واكلر بجامعة ماساتشوستس، ويتحدثون عن مجموعة متنوعة من الكتب المختلفة - من كتاب جاك لندن بحر-وولف إلى كتاب تسليم لجيمس ديكي.
أثناء قراءة القصص ومناقشتها، خرج الطلاب بوجهات نظر جديدة ومدهشة.
تحدث رجل عن ارتباطه بسانتياغو، الصياد المحاصر في الشيخ والبحر لإرنست همنغواي. قال الرجل إنه شعر في بعض الأحيان برغبة جاذبة للعودة إلى إدمان المخدرات، لكن إرادة سانتياغو في المثابرة دفعته إلى مواصلة مساره ضد الإدمان. كتب واكلر يقول: "كانت الشخصية الخيالية حية بالنسبة للطالب في تلك اللحظة الحاسمة، وهي مصدر إلهام، وأصبح شخص غريب صديقًا لهذا الطالب". "لم يكن من قبيل المبالغة القول إن القصة لفتت انتباه هذا الطالب وربما أنقذت حياته في ذلك اليوم." في دراسة شملت 600 مشارك، انخفضت معدلات النشاط الإجرامي بنسبة 60 في المائة مقارنة بنسبة 16 في المائة فقط في مجموعة مراقبة.
كثير من الفنانين يشعرون بالفزع إزاء فكرة أنهم يروون القصص لحمل الناس على التفكير أو التصرف بأي طريقة معينة.
القصص التي نرويها لأنفسنا جزء لا يتجزأ من سعادتنا أيضًا. غالبًا ما يتمسك الأشخاص المصابون بالاكتئاب بالروايات الداخلية الراسخة المعيقة، مثل "لست جيدًا بما يكفي لتحقيق الشيء الكثير" أو "تقطع أمي جميع أحلامي الأكثر أهمية."
المعالجون الذين يمارسون العلاج النفسي الديناميكي يساعدون مرضاهم على التخلص من هذه المونولوجات الداخلية الراكدة واستبدالها ببدائل منعشة.
في دراسة حالة عام 2005، وصفت كارين ريجز سكاين، عالمة النفس بجامعة روتجرز، واحدًا من مرضاها، طالب دراسات عليا في أواخر العشرينات من عمره يدعى سي. جي. حيث كان طفلًا لوالدين مسيئين ومهملين. اعتقد سي. جي. أن العلاقات الوثيقة مع الآخرين لا تقدم له سوى الأذى. والعيش في إطار هذا السرد جعله وحيدًا، ومنعزلًا، ومقتنعًا أن الآخرين يسعون للنيل منه. في بداية العلاج، كان غالبًا ما يقول لسكاين "لست متأكدًا من مدى فائدة جلسة اليوم." ولكن شيئًا فشيئًا، بدأ سي. جي. في السماح لسكاين بدراسة قصصه من ماضيه الصعب. بالمقابل، ساعدته سكاين على رؤية كيف دفعته صراعاته المبكرة إلى سرد بعض القصص لنفسه مثل - العالم كان عدائيًا وباردًا، الناس سيرفضونه دائمًا - ولم يكن هذا صحيحًا بالضرورة.
في يوم من الأيام، أبلغها سي. جي. أنه سأل امرأة لتخرج معه في موعد وأنه كان سعيدًا طوال الموعد. تتذكر سكاين لحظتها كيف أنه انخرط في البكاء حين عبرت له عن فرحها بذلك، وكيف قال لها "إنه أدرك للتو أنه لم يكن هناك أي شخص في حياته يوحي له بهذا الشعور، أنه يجب أن يكون سعيدًا، وأنه ينبغي أن يفعل الأشياء التي تجلب له السعادة". لقد كانت لحظة فاصلة في حياة سي. جي. لمحة عن تطور السرد الداخلي الخاص به، أنه لم يعد الطفل المُعنّف المنسيّ، الذي رأى العديد من القوى التي تجمعت ضده، وقد بدأ يرى نفسه قادرًا وذا قيمة ويستحق الأشياء الجيدة في الحياة. وبعد أن انتهى العلاج، استمرت حياة سي. جي. بالازدهار واتخذ مناصب رفيعة المستوى في مجاله الأكاديمي.
بالطبع، يمكن لبعض الروايات الداخلية الآسرة أن تلحق الضرر بالأفق العقلي. نجاح محاولة أدولف هتلر الخطابية للسيطرة على ألمانيا في ثلاثينيات القرن الماضي جدير بإقناعنا أن مدى إقناع السارد في ظاهره ليس في حد ذاته فضيلة. ومن المنطقيّ، أن يشعر العديد من الفنانين بالقلق من فكرة أنهم يروون القصص لحمل الناس على التفكير أو التصرف بأي طريقة معينة. كتبت شانون هيل الحائزة على جائزة نيوبري في مدونتها "غالبًا ما أُسأل: "ماذا تأملين أن يأخذ القراء من كتبك؟" "أجد صعوبة في الإجابة عن هذا السؤال، لأنني لم أكتب أبدًا نحو هدف أو معنى أخلاقي. أتمنى فقط أن يأخذ القارئ ما يحتاجه".
عندما تكون القصة في أفضل حالاتها - كما يبيّن الحكّاؤون أمثال هيل – يكون تأثيرها منتشرًا وعميقًا، وليس تأثيرًا إقناعيًّا منطقيًّا.
توصف الروايات التي تخبرنا بشكل مباشر عمن يجب أن نكون، وكيف ينبغي أن نتصرف، بأنها إملائية (تملي علينا ما يجب أن نكونه أو نفعله) أو دعائية. وعلى النقيض من ذلك، توسع القصص الأكثر دوامًا نظرتنا العقلية والأخلاقية دون المطالبة بأن نلتزم بمعايير معينة، سواءً كانت تصف ممرضة شابة تخاطر بحياتها لتهريب الأطفال من حي اليهود في وارسو، أو امرأة مسنة وديعة تُظهر الحزن وقلة الحيلة بعد مأساة مفاجئة (رواية الشؤون الخارجية لأليسون لوري)،
أو مدير فندق يقوم بإيواء اللاجئين المحكوم عليهم بالموت (فيلم هوتيل رواندا لتيري جورج).
إنّ أمثال هذه القصص تقدم لنا بدائل أخرى للطريقة التي نرى بها العالم.
الأمر متروك لنا دائمًا إذا كنا سندير ظهورنا للقصة أو سنسمح لأنفسنا بالدخول في الإمكانيات الجديدة التي توفرها. ولكن عندما نقرر المغامرة في قصة غير مألوفة - كما فعلت ميغان فيلت، وطلاب واكلر، وسي. جي. - فإننا نظهر في نسخة مختلفة من أنفسنا، وربما غير متوقعة.
تسمح لنا القصص بالسفر مرارًا وتكرارًا، خارج المساحات المحدودة لما نعتقد وما نظن أنه ممكن. وهذه الرحلات - التي تكون في بعض الأحيان هشة، وفي أحيانٍ أخرى مبهجة- هي التي تلهمنا وتسرقنا من واقعنا وأنفسنا، لتأخذنا إلى مناطق مجهولة في الحياة الحقيقية.
(تم ترجمة المقال كما ورد في النص الأصلي المنشور بتاريخ 12 يناير 2015، لأغراض البحث والفائدة، لا تعبّر كل الآراء الواردة فيه بالضرورة عن آرائنا).
توجد صفة مشتركة لدى المعلمين الذين يعانون في إدارة فصولهم الدراسيّة. وهي ليست صفة تشمل جميع المعلمين، لكنها بالتأكيد تشمل معظهم.
لقد ذكرت هذه الصفة سابقًا، وأوضحت أثرها في إحداث عواقب سلبية. ولكن المشكلة أشدّ عمقًا من ذلك.
المشكلة عميقة إلى درجة أنه يمكنها أن تؤثر على كل شيء بدءًا من الحافز للاستماع وصولًا إلى أي مدى يستمتع الطلبة بوقتهم في فصلك الدراسيّ.
في أغلب جوانب الحياة، يمكن لهذه الصفة أن تكون صفة رائعة، صفة تحتاجها في صديقك العزيز أو طبيبك المعالج.
ولكن بالنسبة للمعلمين، فإنها يمكن أن تؤدي إلى الفوضى وسوء التصرف في الفصل.
سلوك المعلم السائد والمرتبط بهذه الصفة هو الإدارة المُصغّرة. بمعنى، أن المعلمين يميلون إلى مساعدة الطلاب أكثر من اللازم، بأن يحكوا لهم، ويوجّهوهم، ويذكّروهم، ويلقنوهم كل شيء تقريبًا.
ويميلون، كذلك، إلى الحركة الدائمة والتجوّل في الغرفة، والتدخل في كلّ شيء،وإخماد المشكلات، والتحقق بشكل فردي من كل تلميذ قدر ما يستطيعون. ومما لا يثير الدهشة، أن هؤلاء المعلمين يميلون إلى التوتر العصبي.
لقد تحدثت في مقالات سابقة عن الإدارة المُصغّرة وكيف يمكنها أن تُؤخّر التقدّم الأكاديمي، وتزيد من السلوكيات السلبية. إلا أن المشكلة هي أنه من الصعب كسر هذه العادة. إلا إذا كنت تعرف المسبب الرئيسي لها.
إذن، ما هي هذه الصفة؟ إنّها الإسراف في الاهتمام.
أترى، حين تعقِدُ آمالك ومشاعرك بقوّة على تلاميذك وأدائهم، فإن ذلك يؤدي بك إلى التصرف بطريقة تخفف العبء الذي يجب على التلاميذ تحمّله. إنّ هذا الأمر يجعلك تضغط على نفسك لأن تعمل بجد أكبر، وتعطي أكثر، وأن تكون حاضرًا لتلاميذك بقدر أكبر يجعلك قريبًا منهم أكثر من اللازم. ويضع روحك ومشاعرك بداخل قطار الملاهي الذي يعلو ويهبط مع كلّ نجاح وفشل.
إنه يدفعك لتلقِّي سوء التصرّف من التلاميذ بشكل شخصيّ.
ولكن هذا الاهتمام المُفرط لا يؤثر فقط على توازن فعاليّة التعليم والتعلّم. بل يُفسد خططك الموضوعة بعناية. لأنك حين تهتم أكثر من اللازم، لا تُعطي مجالًا لتلاميذك أن يهتمّوا.
ولهذا تراودهم أحلام اليقظة. ويغطسون في مقاعدهم. ويثرثرون ويقهقهون ويسيئون التصرّف بلا تأنيب ضمير.
ولاستعادة التوازن عليك أن تركّز على عملك أنت، وليس على عملهم هم، عملك الذي ينحصر في تقديم أحسن الإرشادات لهم. وفي الوقت نفسه، عليك أن تكون أقرب للمهووس بالدفاع عن حريّة تلاميذك في للقيام بواجباتهم وأعمالهم، بلا تدخّل –منك أو من غيرك. وهذا لا يعني أنك لن تهتم. ولكنه يعني أنك تهتم بالقدر الكافي لعمل ما هو أفضل لمصلحتهم، وهو أن تدع تحمّل مسؤولية التعلّم وحسن التصرف يقع عليهم هم.
لعمل ذلك، عليك أن تتوقف عن أداء الأمور بدلًا منهم، الأمور التي سبق وأن علّمتهم كيف يؤدونها. توقف عن إقناعهم، وحثّهم، واستنزاف نفسك في محاولة جعلهم يتحسّنون. توقف عن تحمّل ولو حتى نسبة ضئيلة من أعبائهم ومسؤولياتهم، العاطفيّة أو سواها. لأنّ قيامك بذلك يُضعف دوافعهم وعاداتهم في العمل ورغبتهم في تحسين أدائهم.
كُن دافئًا، وعطوفًا ومتحمسًا عند إعطائهم الدروس. ولكن عندما يحين دور التلاميذ لعمل مهامهم، فكن هادئًا وباردًا مثل نخلة.
تراجع إلى الخلف، إلى البعيد، بسكونٍ وهدوء، لتترك لهم مساحة ليملؤوها بشغفهم وأهدافهم وعزمهم.
اعطهم مساحة ليهتمّوا.
وسيهتمّون.
مايكل لينسين هو مؤسس الإدارة الصفيّة الذكية، وهي مدونة لإدارة الفصول الدراسية، لديها 125000 مشتركًا.
درّس مايكل كل المراحل من رياض الأطفال إلى المرحلة الثانوية، وهو يعمل في هذا المجال منذ 29 عامًا. ألّف خمسة كتب من أكثر الكتب مبيعًا في مجال التربية والتعليم.
رابط المقال الأصلي نشر بتاريخ 19، يناير، 2019.
]]>(مقال من كتاب: أكثر 38 خطأ في الكتابة القصصية -وكيف يمكن تحاشيها- تأليف جاك م. بيكهام وترجمة صدقي عبدالله حطاب)
يجد رسامو الكاريكاتير في الكتّاب مادة محببة لديهم ابتداءً برسوم شارلز شولتز الشهيرة Peanuts إلى من ينشرون في صحيفة The New Yorker. (إنك لا تقدر على أن تلومهم على نقدهم المستمر للكتّاب فنحن معشر غريبو الأطوار). وقد جمعت عبر السنين وبشكل عشوائي مثل هذه الرسوم، وقد أُلصق على باب مكتبي بعض الأثير منها لديّ.
وفي واحد من هذه الرسوم يقول واحد لا علاقة له بالكتابة لروائي من الدرجة الثالثة في حفل توقيع أوتوغراف "عجبًا أنا أستطيع أن أكتب رواية، ولكنني لا أجد الوقت لذلك".
ويظهر آخر في لوحتين كتب عنوان لهما "دارة* الكاتب" ونرى في اللوحة الأولى الكاتب يقف مسترخيًا في مكتبه، وقد كتب على اللوحة الثانية كلمة "مؤقت". ويقف في اللوحة الثانية الكاتب سابقًا في مدخل مخزن للأسماك يمتلكه، وتحمل اللوحة الثانية عنوانًا هو "دائم".
وفي رسم كاريكاتوري ثالث نرى كاتبًا أمام آلة الطابعة وهو يقول لزوجته "لا أستطيع أن أبدأ حتى يوافيني الإلهام". وفي الرسم الرابع نرى الكاتب في نفس الوضع... لم يفعل شيئًا -وغدا أكبر سنًا... وأكبر... وأكبر.
ولا أدري كم هذه الرسوم تبدو لي مضحكة حقًا، ولكنني أحبّها لأنها تصور الطبيعة الأولى لكل الكتّاب والأدعياء. وتزدحم الدنيا بالذين من حقهم أن يكسبوا عيشهم ككتّاب. ومن فضل الله علينا نحن الذين نعمل ولا نحتاج لمنافسين أن معظم هؤلاء الموهوبين يبددون طاقاتهم الإبداعية في اصطناع الأعذار، لا ينصرفون للعمل الذي بين أيديهم.
إذا كنت جادًا في حرفة كتابة القصة فلا تخترع لنفسك أعذارًا أبدًا، إذ لن تستطيع أن تسمح لنفسك:
أو أي من قائمة الأعذار الطويلة التي يمكن أن تخطر ببالك.
لا، دعونا نقولها بصراحة: إن الكتّاب يكتبون وغيرهم يصطنعون الأعذار.
يجب أن لا تسمح لأمر أن يحول بينك وبين عملك المعتاد ككاتب قصة إذا كان أدنى من مأساة حقيقية في حياتك الخاصة. أتظنون حقًا أن الكتّاب الناجحين لديهم وقت غير محدود، وليست عليهم مسؤوليات أخرى وأنهم يتدفقون دائمًا حيوية وحماسًا لعزف ما يطلب منهم؟ إن هذا غير صحيح. إن الكتابة يمكن أن تكون متعة مسلية كبرى ومجزية بشكل كبير. ولكن الكتابة عمل شاق.
دعوني أكرر ما قلته:
إن الكتابة عمل شاق.
تصوّر لو أنك تكتب صفحة في كل يوم فإنه بعد عام ستكون لديك رواية تبلغ صفحاتها ٣٦٥ صفحة. وعد إلى إعادة كتابتها في العام التالي وعلى نفس الوتيرة ستصل إلى رواية تامة تستطيع أن تعرضها للطبع على وكيل أو محرر، ويكاد هذا العمل يعادل إنتاج كثيرين من الروائيين الرائجة أعمالهم.
ومن ناحية أخرى لو أنك أنفقت نصف وقتك في اصطناع الأعذار فإنك في أحسن الأحوال ستنتهي بإصدار كتاب بعد أربع سنوات. وهذا أمد بعيد.
ولو أنك اصطنعت الأعذار لنفسك خلال ثلاثة أرباع المدة فإن من المحتمل أن تفقد كثيرًا من تلك القوة الدافعة إلى الحد الذي لن تستطيع معه إتمام مشروعك أبدًا.
إن أسلوب الاحتراف هو في العمل المستمر والمتواصل بل والمتشبث يومًا إثر يوم. فإن حدث ورفضت قصتك في نهاية حقبة طويلة من العمل الدؤوب فإنك لا تستطيع أن تتخذ هذا الرفض سببًا لترك الإنتاج أيضًا. إن جميع الكتّاب ينتجون بعض الأعمال الكاسدة. وجميع الكتّاب يصادفون تثبيطًا ويشعرون بالتعب والإنهاك. ولا يقدم الجيدون منهم أعذرًا، وإنما يستمرون في كتابتهم.
دعني أقترح عليك أداة بسيطة قد تساعدك على تحاشي الوقوع في شرك اصطناع المعاذير. اذهب وابحث عن تقويم سنوي على ورقة كل يوم منه توجد مساحة صغيرة بيضاء. اكتب في نهاية كل يوم في تلك المساحة شيئين؛ الأول عدد الساعات التي قضيتها على آلة الطباعة وأنت مشغول بمشروعك الروائي.
والثاني عدد الصفحات التي أنجزتها في عمل ذلك اليوم. (وسيّان أكانت مسوّدة أم نهائية). وفي الأيام التي ليس لديك فيها عمل تلتزم فيه اطبع صفحة بمساحة مضاعفة بين السطرين اكتب فيها أعذارك وأرّخها بدقة، وضعها في ملف خاص.
احرص على أن تملأ أعذارك صفحة على الأقل أي نحو ٢٥٠ كلمة. اعمل هذا دائمًا في كل مرة لا تعمل فيها.
وأنا أضمن لك شيئًا واحدًا: إذا اتبعت هذا النظام بصرامة فإنك ستصل إلى مرحلة تشمئز فيها من كتابة أعذارك الواهية، وإنك إما أن تعود لاستثمار وقتك في كتابة أكثر إبداعًا وإما أن تهجرها.
وفي الحالتين ستتوقف عن السخرية من نفسك.
ليس هناك اعتذار جامع مانع. تذكر ذلك الشاب الذي ذكرته لك في المقدمة**. كان أعمى وأصم ومع ذلك كان يكتب كل يوم. وأنت -إذا كنت تريد حقًا أن تنجح- لن تفعل أقل منه.
------------------------------------------------------------
عام 1959 شغلتُ عالمًا لدى Allied Research Associates في بوسطن. كانت الشركة MIT Spinoff تركّز بالدرجة الأولى على تأثير الأسلحة النووية على هياكل الطائرات. تلقت الشركة عقدًا مع GLIPAR (برنامج تحديد الإرشادات لبحوث مضادات الصواريخ) من وكالة مشاريع الأبحاث المتقدمة لاستنباط أكثر الأساليب إبداعًا لنظام الدفاع الصاروخي الباليستي. أدركت الحكومة أنها مهما صرفت من مبالغ على تطوير وتوسيع التكنولوجيا الحاليّة سيظلّ ذلك غير كافٍ. لقد أرادوا منا ومن بعض المقاولين الآخرين أن نُفكّر "خارج الصندوق".
في بداية انضمامي للمشروع، اقترحت أن ينضم معنا إسحق آسيموف -الذي كان أحد أصدقائي المُقرّبين- لكونه شخصًا مناسبًا لهذا المشروع. عبّر عن موافقته وحضر بعض الإجتماعات، وفي النهاية قرر ألا يُكمل، لأنه لم يكن يرغب بالإطلاع على أي معلومات سريّة، لأن ذلك سيحّد من حريّته في التعبير. رغم ذلك قبل مغادرته، كتب هذه المقالة عن الإبداع كمساهمته الرسميّة الوحيدة للمشروع. لم تنشر هذه المقالة أو تُستخدم إلا في إطار مجموعتنا الصغيرة. حين اكتشفتها عندي مؤخرًا وأنا أتخلّص من بعض الملفات القديمة، اكتشفت أن محتواها لا يزال مرتبطًا على نطاق واسع بيومنا هذا كما كان وقت كتابتها. لأنها لا تصف العملية الإبداعية وطبيعة المبدعين فحسب، بل تصف أيضًا البيئة التي تعزز الإبداع.
نُشر بموافقة شركة آسيموف (Asimov Holdings).
]]>