أخطاء يجب تجنّبها في كتابة قصص الأطفال
بصفتك كاتبًا، هناك أخطاء شائعة يجب تجنّبها عند كتابة قصص الأطفال…
كتّاب أدب الأطفال المتميزون يستمتعون بما يفعلونه حقًا.
إنهم يحبون خلق شيء من لا شيء… أو لنقل من مجرد فكرة. يستمتعون بالحرفة وبالعملية – بل يعشقونها!
لكن، مع ذلك، هناك خمسة أخطاء كبرى يجب أن يكون هؤلاء الكتّاب على وعي بها حتى يتجنّبوها.
الخطأ الأول: أن تجعل بداية القصة وردية تمامًا، تقطر عذوبة وبراءة.
رغم أننا جميعًا نحب أن نعيش في عالم مسالم وسعيد، إلا أن القرّاء يحتاجون إلى ما يشدّهم منذ البداية.
بداية قصتك هي الخُطّافْ (The Hook)– هي اللحظة التي تُمسك فيها بالقارئ وتجبره على قلب الصفحة وتزيده تشويقًا لمعرفة ما سيحدث للبطل.
فيما يلي بعض الأمثلة على بدايات "تشُدّ القارئ":
"لقد لاحظت أن المعلّمين يخلطون بين الإثارة والملل كثيرًا. ولكن عندما قالت معلمتي: (يا طُلّاب، لدينا مشروع مثير لنتحدث عنه)، أنصتُّ فورًا."
– الفتاة الموهوبة كليمنتين، بقلم سارا بينيباكر
“اسمي هند أوبال بولوني. في الصيف الماضي أرسلني أبي، الواعظ، إلى المتجر لشراء علبةٍ من المعكرونة والجُبن، وبعض الأرز الأبيض، وحبتين من الطماطم، فعدتُ بكلب".
– بسبب وين ديكسي، بقلم كيت ديكاميلو، (الترجمة العربية صادرة عن دار المنى، بترجمة علاء الدين أبو زينة.)*
هاتان المقدمتان توضحان كيف يمكن "جذب" اهتمام القارئ من السطور الأولى، وهو ما يسمى بالخُطّاف.
الخطأ الثاني: الحوار ضعيفٌ وسطحيّ
الحوار الضعيف قد يقتل قصتك.
شخصياتك بحاجة إلى الشغف… إلى الحياة.
أنت بحاجة إلى حوار قوي ومتكامل، ينقل مشاعر (الصراع، والتوتر، والحماس) بأقل عدد ممكن من الكلمات، وبأكبر قدر من الواقعية.
تريد للقارئ أن يشعر بما يشعر به البطل في تلك اللحظة.
إذا كان "بوب" غاضبًا، اجعل حواره يُظهر ذلك:
• "ماذا! من قال لك إن بإمكانك أخذ ذلك؟"
• "هيه! ماذا تفعل؟"
• "لا! لا يمكنك. اغرب عن وجهي الآن!"
• "أبعد يديك عني!"
والحوار القوي يشمل تبادلات الأدوار بين الشخصيات أيضًا:
"هيه! ماذا تفعل؟" صرخ بوب.
استدارت جيا فجأة. "آه، لا شيء." عيناها تتجهان نحو الباب ثم تعودان إلى بوب.
الخطأ الثالث: القصة متوقّعة
يجب أن تحتوي قصتك على بعض المفاجآت.
إن لم تكن كذلك، فستكون قصة مملة ومتوقّعة.
ومن أجل تحقيق هذا الجانب في قصتك، فكّر بأسئلة مثل:
• لماذا الشخصية في هذا الموقف؟
• كيف وصلت إليه؟
• ما الذي تشعر به؟ ما الذي تراه؟
• كيف يمكنها الخروج من هذا المأزق؟
• ما الذي قد يحدث بعد ذلك؟
حاول أن تضع 4 أو 5 احتمالات لما قد يحدث لاحقًا.
في مقال على موقع Writer’s Digest، ينصحك الكاتب بالتالي:
"أغمض عينيك وتخيّل المشهد وهو يتكشّف. دع الشخصيات ترتجل. ما هي بعض النتائج الغريبة التي قد تحدث؟ إذا بدا شيئًا ما مثيرًا، ابحث عن طريقة لتبريره."
اطلق العنان لخيالك!
الخطأ الرابع: الشخصيات مسطّحة، وبلا عُمق.
حتى يتفاعل القرّاء مع القصة، لا بد أن يشعروا بترابط مع البطل وبقية الشخصيات.
ولتحقيق ذلك، يجب أن تكون الشخصيات متعدّدة الأبعاد – واقعية، وفريدة. فأنت لا تريدهم أن يكونوا متوقعين أو نمطيين.
تقول د. رايتشل بالون في كتابها بعث الحياة في شخصياتك:
"المكوّنات الأساسية لإنشاء شخصيات ناجحة ذات عمق عاطفي ونفسي – من ناحية المشاعر، والشغف، والرغبات، والبنية النفسيّة، والرؤية – تنبع من أعماق الكاتب."
لهذا فكّر في خصائص بطلك:
• هل هو مصاب بإعاقة ما؟
• هل هي تخافُ بسهولة؟
• هل هو مشاغب أو متنمّر؟
• هل هي مغامِرة وجريئة؟
• هل يصغي للنصائح الجيدة؟
• هل تنسجم جيدًا مع الآخرين؟
• هل يهتم بمشاعر الغير؟
• هل هي محلّ ثقة؟
تذكّر: كلما زادت شدة الحدث المؤثّر، زادت ردود الفعل والتغيّرات لدى الشخصية.
مثال:
• فقدان الطفل لحيوان أليف لا يعادل فقدان أحد الوالدين.
• انتقال صديق الطفل لا يساوي موته المفاجئ.
باستخدام تجاربك الشخصية وخصائصك الداخلية، ومع البحث، يمكنك خلق شخصيات غنيّة، ومتشعّبة ومؤثّرة.
الخطأ الخامس: تفريغ المعلومات ورصّها في القصة دون مبرر.
هذا الخطأ شائع عند الكتّاب الجدد تحديدًا.
كان لديّ عميلة وضعت فقرتها الأولى بالكامل كـ"تفريغ معلومات".
جعلت البطل يسرد تاريخه بالكامل لشخص آخر، إلى جانب تفاصيل تريدها الكاتبة أن تصل إلى القارئ. وهذا خطأ شائع.
الماضي والخلفية يجب أن يتم إدراجهما تدريجيًا وبذكاء داخل السرد، لا أن تُفرّغ دفعة واحدة كحمولة شاحنة.
يمكنك أيضًا استخدام "مقدمة" قصيرة (Prologue) لعرض خلفية الشخصية أو تاريخه، إن كان ذلك مناسبًا للقصة.
على الرغم من وجود أخطاء أخرى يمكن الوقوع فيها عند كتابة القصص، إلا أن هذه هي أبرز خمسة أخطاء يجب تجنّبها.
⸻
عن الكاتبة: كارين تشيوفي
كارين تشيوفي كاتبة حائزة على جوائز، وكاتبة مُنتحلة* لقصص الأطفال، ومحاضِرة في التسويق للكتّاب عبر الإنترنت.
كما أنها مؤسسة ورئيسة تحرير مجموعة Writers on the Move – وهي مجموعة ترويجية من الكتّاب يستخدمون التعاون المتبادل للترويج لأنفسهم.
وقد تم اختيار موقعها
Karen Cioffi Writing and marketing
من قِبل مجلة Writer’s Digest كموقع الأسبوع في 25 يونيو 2012.
قال عنها براين كليمز، المحرّر الإلكتروني لمجلة Writer’s Digest:
"ينبغي أن يُستخدم هذا الموقع كنموذج يحتذى به للكتّاب المستقلين الآخرين."
للمزيد عن كتابة قصص الأطفال، يمكنك زيارة قسم: الكتابة للأطفال مع كارين تشيوفي.
أو تجربة الكورس: "اكتب رواية للفئة المتوسطة (Middle Grade)".
هوامش:
*كاتبة منتحلة (Ghost writer): كاتب مُنْتَحَل؛ كاتب يَكْتُب شيئًا وَيَنْحَلُه شخصًا آخر. كاتبة تكتب بالنيابة عن شخص آخر ولا يظهر اسمها عند النشر.

مترجمة المقال:
نورهان نور
كاتبة من مصر مقيمة في دولة الإمارات