فقدُ الأم وقصة أبي في العمل وأمي في السماء

أبي في العمل وأمي في السماء صورة لغلاف القصة التي تتحدث عن فقد الأم

أبي في العمل وأمي في السماء

 قصة من تأليف: أميمة عز الدين

ورسوم: بسمة حسام

 

الفقد من أكبر المشكلات التي قد تعترض حياة الأطفال؛ فعندما يفقد الطفل أحد والديه، تتغير حياته بالكامل، ويعاد تشكيلها وتعريفها. في هذه القصة، يتسلّط الضوء على طفلة صغيرة فقدت والدتها –ولا تخبرنا القصة كيف لأن هذا ليس محور حديثها- وتعيش في منزل يغيب الأب عنه في عمله، فتعتني بها جدتها في مشاهد تقطر عذوبة، وتتعرض الفتاة بطبيعة الحال إلى بعض القصور الدراسي والتأنيب من المعلمة لأنها تنسى أحيانًا أن تحلّ الواجب المنزلي. في الظروف الطبيعية التي نعرفها كلنا، والتي تحاول القصة أن تبرزها بطريقة موحية أن الأم هي من اعتاد على تولية الابنة اهتمامها –كما تهتم الأم عادة بكل صغارها-. ولهذا عندما تنكسر الطبيعة، تتبدل وتتغير. هذه طفلة صغيرة تحاول التأقلم مع هذا الظرف غير المتوقع الذي طرأ على حياتها، وتحاول أن تفهم بقدر استطاعتها ما الذي يجري.
هذه طفلة صغيرة تحاول التأقلم مع هذا الظرف غير المتوقع الذي طرأ على حياتها، وتحاول أن تفهم بقدر استطاعتها ما الذي يجري.

لوحة من لوحات قصة أبي في العمل وأمي في السماء تتحدث القصة عن فقد الأم

في غياب الوالد، يمكننا أن نشعر بشكل بديهيّ أن هذه طفلة تعاني معاناة مزدوجة، ولا يمكننا الحكم السريع بقول لماذا الوالد لا يمضي وقتًا أطول مع ابنته مثلًا؟ بينما نحن نفهم أن الحياة صعبة وقاسية على البعض، مما يتطلب ساعات عمل طويلة حتى يتسنى لها الإعالة وتوفير حياة كريمة للأسرة. القصة تعطينا هذه المساحة لمعرفة هذه الجوانب الخصوصية لظروف كهذه. وتسمح القصة للطفل أن يفكر في تساؤلات حول الطفلة، كيف تعيش؟ كيف تشعر؟ كيف تتعامل مع هذا الشعور؟ فالقارئ –من خلال القصة- يحاول أن يفهم الوضع القاسي الذي يفرضه فقد الأم واضطرار الأب للعمل ساعات طويلة.

 

لوحة من لوحات قصة أبي في العمل وأمي في السماء تتحدث القصة عن فقد الأم

هذه المساحة التي تقدمها القصة للأطفال –سواء الأطفال الذين تعرضوا لظروف مماثلة أو مشابهة أو الأطفال الذين لم يتعرضوا لشيء هكذا- بأن يشعروا ويتعرّفوا هذه المشاعر الصعبة، بأن يفهموا ولو جزءًا بسيط مما يشعره الطفل الذي تعرض لظروف مماثلة، مما يجعلهم أكثر تعاطفًا، أكثر تقبلًا، أكثر فهمًا لظروف مختلفة عن ظروفهم، تجعلهم أكثر استماعًا واحتمالًا للأحوال التي تختلف عن أحوالهم، وبالتالي أكثر قدرة على مساعدة أنفسهم في الظروف الصعبة ومساعدة الآخرين في ظروفهم الصعبة. فنحن نعرف من واقعنا العربي والواقع العالمي بشكل عام أن هذه قصة تتشابه وتتكرر في آلاف المنازل، ونحن نلتقي ونرى هؤلاء الصغار، بناتًا وصبيانًا يعيشون تحت ظل ظروفٍ مماثلة. ومن المهم أن يتعلم الأطفال القدرة على التعامل مع هذه المشاعر التي تفرضها الظروف المختلفة.

لوحة من لوحات قصة أبي في العمل وأمي في السماء تتحدث القصة عن فقد الأم

لا يمتلئ جو القصة بالحزن، لأن الكاتبة توازن هذه الكفة بعرض مشهد حميم للجدة، ومشهد ارتباطيّ وعاطفيّ مع الوالد حيث يقف الأب مع ابنته وهما يراقبان النجوم من شرفة المنزل.

فقدُ الأم وقصة أبي في العمل وأمي في السماء - لوحة من لوحات القصة

 الأم دائمًا دائمًا في القلب. مهما غابت، ومهما حدث، فهي تُحبّنا كما نحبّها، وتشتاقنا كما نشتاقها. 

------------------------------------------------------------------------------------------------

وفي النهاية تتوصّل الفتاة لحقيقة ثابتة لا تتغيّر، أن الأم دائمًا دائمًا في القلب. مهما غابت، ومهما حدث، فهي تُحبّنا كما نحبّها، وتشتاقنا كما نشتاقها. وأن هذا الشوق لا يختفي، وأن الحزن الشفيف يبقى إلا أننا سنجد سبيلًا للتعايش معه، ونمتلئ بالشعور أنها هناك، في القلب، حيث لا يمكنها أن تختفي أو تغيب مهما حدث. وستبقى هناك دائمًا.
 

اترك تعليقًا

Please note, comments must be approved before they are published

الرجوع إلى الأعلى